Avsnitt

  • كان روسو هو الأقل أكاديميًا بين الفلاسفة المعاصرين وكان الأكثر تأثيرًا من نواح كثيرة. شكل فكره نهاية عصر التنوير الأوروبي ("عصر العقل"). دفع التفكير السياسي والأخلاقي إلى قنوات جديدة. أحدثت إصلاحاته ثورة في الذوق ، أولاً في الموسيقى ، ثم في الفنون الأخرى. كان له تأثير عميق على أسلوب حياة الناس. قام بإدفاع نصائح مكثفة للوالدين بالاهتمام بأطفالهم وتعليمهم بشكل مختلف ؛ عزز التعبير عن المشاعر بدلاً من ضبط النفس المهذب في الصداقة والحب. قدم اوصافاً لعبادة المشاعر الدينية بين الناس الذين نبذوا العقيدة الدينية. لقد فتح أعين الناس على جمال الطبيعة ، وجعل الحرية موضوعًا للتطلعات العالمية تقريبًا.

  • عندما إلتقيا لأول مرةٍ "نيتشه و فاغنَر"، تشاركا الإعجاب بالتشاؤم الفلسفي للفيلسوف آرثر شوبنهاور، الذي رأى في مشروعه الفلسفي أنَ العالَم يحكمهُ السعي النهم للإرادة، إفترضَ شوبنهاور أنهُ فقط من خلال نبذ الرغبة الدنيوية، يُمكننا تحرير أنفُسنا من دوافعنا المُستمرة الجَشِعة، كما إنَ التجربة الجمالية هي أحدى السُبل للتغلب على الذات، وهي فكرة ألهَمت نيتشه المحاط بالفن في كتاباتهِ، لكنهُ إستَخف بتأكيد شوبنهاور على ممارسة التعاطُف، والتي تَعِدُ أيضاً بالتحرر من الأنا المتشبعة، على النقيض من ذلك، إدعى فاغنر أنهُ يُقدر التعاطف فوق كُل المشاعر الأُخرى، "بارسيفال - Parsifal"، أوبراه الأخيرة، لها شعارها "Durch Mitleid wissend، der reine Tor - الطاهر المُغَفل، عارفُ الشَفقة"، في كتاب نيتشه المنشور عام 1878، "إنسان مفرطٌ في إنسانيتهِ"، أعلَن فيهِ هجومه الإفتتاحي على فاغنَر والميتافيزيقيا الرومانسية، يدِقُ بعيدًا عن كلمة "Mitleid - بالألمانية تُترجَم تعاطُف"، معتبراً إياها أداةً توهِن الإنسان، في مكانتها يمتدحُ نيتشه الصلابة والقوة والقسوة، يكتب: "إنَ الثقافة برُمتها ببساطة لا تستطيع الإستغناء عن العواطف والرذائل والأفعال الخبيثة"،

  • Saknas det avsnitt?

    Klicka här för att uppdatera flödet manuellt.

  • كتبَ نيتشه بعُنفوان، ليس هُناكَ من رب ماتَ من أجل خطايانا، ليسَ هُناك خلاص بالإيمان، ولابَعث بعدَ الموت هذهِ هيِّ العُملات المزورة للمسيحية الحَقة وتلكَ الأدمغة التعيسة المُغامرة مسؤولة عن هذا الخداع، الحياة التي يجب أن تتخذ مثلاً يُحتذى قوامها الحُب والتَواضع، وفي فيِّضِ قلبها لاتطردُ أصغر الكائنات، إنها تتخلى، وبشكلٍ حازم، عن المُطالبة بحقها، عن الدفاع عن نفسها، وعن الإنتصار إذا كانَ يعني النصر الشخصي، تؤمن بالغِبطة هنا على الأرض، رغم البؤس والصراع والموت، متسامحةً وترفض الغضب والإحتقار، لاتريد جَزاء، لاتعاهد أيَّ أحد، عفوية في جانبها الأكثر روحانية وفكرية، حياةً فَخورة وتملكُ إرادة الحياة الفقيرة والحقيرة.

  • يكونُ إستيساغ الفلسفة، و سؤال "ماهي الفلسفة"، و لماذا نتفلسَف؟، إنَ هذهِ الأسئلة لا تُصبِح واضحة إلا عندما ندخُل في عالَم الفلسفة، أن نتحاور مع الفلاسفة و نُناقش مواضيعهم، نتناظرُ مع تفلسُفهم، لأنَ النِقاش كما يُعبر عنه شوبنهور "تخاطُب الوَجه للوجَه"، فليسَ كُل حوارٍ أو تخاطُب هو جدل أو مُماحكة مُضرة، فعندما يصفُ أحدهم "لم يقرأ شيئاً كاملاً عن الفلسفة"، أنَ ذاكَ فيلسوف عظيم، و هذا فيلسوفٌ غبي، فَقد إمتنَع عن فهم، كينونة الفلسفة لذاتها، و فكر الفيلسوف لذاته، هذهِ الملاحظات تُخبِرنا أن نكونَ على دقة، فلا يستطيع المُتَفلسِف المُتسَرع التأثُر أن يُصبح فيلسوفاً إلا إذا بدأ بفهم قُدرته التي لا يستطيع بها تجاوز تلكَ الفلسفات المُعَقدة، عُمقَها ليسَ بالضرورة مُمرِضاً أو حتى مُرضياً، لأنَ الفلسفة ليست وجهات نظرٍ فحسب، بل تراكيب موجَهة إلى كينونة الموجود، بحثاً عن أجوبةٍ لعالَم الأسئلة المفتوح، هناكَ إجابة شاعرية لأندريه جيد، قالها ضمن دخوله في حوار، ينقلها مارتن هايدجر، "ما الفلسفة"، يُجيب آندريه إنها "الأحاسيس الجميلة"، تتحَققُ الـ Philosophy، إغريقياً "فيلوسيفيا"، في بحثها عما هو نداءٌ تجاهَ الكينونة، إنها لُعبة كشفٍ و إيضاح، إستجابة و تراكُب، إنها الأرجُل الناعمة التي تَتوجهُ نحو الطبل بحثاً عن مَصدر الصوت،