Avsnitt

  • في هذه الحلقة من بودكاست العلوم الحقيقية يأخذنا الدكتور مارك الطويل في رحلة الى علم الآثار وآخر التقنيات المستخدمة فيه والوسائل العلمية الداخلة في البحث الآثاري اليوم. الدكتور مارك الطويل هو أستاذ علم آثار الشرق الأدنى وعلم البيانات الاركيولوجي، علم البيانات المختص بعلم الآثار في جامعة يو سي ال (كلية لندن الجامعية). في هذا اللقاء يشرح الدكتور مارك الطويل عن أهم الأبحاث التي يعمل عليها ثم يشرح عن استخدام مغناطيسية الأرض في تقدير التواريخ وهو آخر بحث عمل عليه. كما يشرح لنا عن أبحاث استخدام الأرض والتقنيات المستخدمة فيها. نتحدث أيضاً عن العلاقة بين العلم وعلم الآثار اليوم وعن بحوث الحمض النووي واستخدام الذكاء الاصطناعي ونختم بالحديث عن العلوم الزائفة في علم الآثار.

    سينشر نص اللقاء في العدد القادم لمجلة العلوم الحقيقية.

  • في هذه الحلقة من البودكاست نقدم قراءة في الفصول الست الأولى من كتاب دانييل دينيت (Daniel Dennett) شرح الوعي (Consciousness Explained) الذي كتبه عام 1993 ومنذ ذلك الحين يعد الكتاب أحد أشهر الكتب التي تغطي مجالات عديدة في علم الأعصاب وفلسفة علم الأعصاب والفلسفة بشكل عام. يستحق الكتاب أن يجزء الى عدة قراءات ومقالات نظراً لثراء المعلومات وعمقها وتعقيدها أحياناً وهذا ما فعلناه.

    سيتم نشر نص هذا البودكاست في العدد القادم للمجلة كما سيتم نشر النص بشكل مقالات في الموقع في وقت لاحق من الشهر القادم (سبتمبر 2023). رحلة ممتعة مع أحد أعمق الكتب في علم الأعصاب والذي سيغطي اسئلة غريبة جداً مثل: كيف نعلم أننا لا نعيش في محاكاة؟ ما الفرق بين الحب والزلزال؟ هل هناك نقطة نهاية للوعي يمكن أن ندرك الشيء حين يبلغها في الدماغ؟ هل تسائلت لماذا قد تقود السيارة دون أن تعلم أنك كنت تقود؟ أو لماذا لم تنتبه الى صوت الساعة حتى توقفت؟ كيف ندرك الزمن؟

    الرابط في الموقع: https://real-sciences.com/?p=257820

    لقراءة المقال:

    https://real-sciences.com/?p=258252

    جوجل بودكاست

    آبل بودكاست

    سبوتيفاي

     

  • Saknas det avsnitt?

    Klicka här för att uppdatera flödet manuellt.

  • حاسة الرقم: كيف يصنع العقل الرياضيات. عنوان الكتاب بالانجليزية: The Number Sense: How the Mind Creates Mathematics

    المؤلف هو البروفيسور ستانيسلاس ديهين الذي يشغل منصب رئيس قسم علم النفس التجريبي الادراكي في كلية فرنسا (كوليج دو فرانس) بباريس حالياً وصاحب كتب أخرى كثيرة في العلوم الإدراكية. سنمر على أفكار عديدة من الكتاب ولا تغطي قراءتنا فيه بالضرورة تسلسل وتغطية لكل ما ورد في الكتاب. سيتم نشر نص البودكاست في العدد القادم لمجلة العلوم الحقيقية.

    رابط يوتيوب: https://youtu.be/8vYgf2Crilw

    رابط الموقع: https://real-sciences.com/?p=257393

    جوجل بودكاست

    ابل بودكاست

    سبوتيفاي

    نص البودكاست:

    سنمر على أفكار عديدة من الكتاب ولا تغطي قراءتنا فيه بالضرورة تسلسل وتغطية لكل ما ورد في الكتاب. 

    الإرث الذي أخذناه من أسلافنا في المملكة الحيوانية يعد أمراً مميزاً في الكتاب. هل كنت تعلم أن الجرذان مثلاً تمتلك تمثيلاً تجريدياً للأرقام؟ يعني ذلك أن إدراكها للحساب ليس فقط حسياً وقائماً على تكرار المشاهدات بل تمتلك تمثلاً معيناً للأرقام. كيف فهم العلماء ذلك؟ في العادة تقوم التجارب على ربط ومضتين أو صوتين مثلاً بالرقم اثنان، أو بربط زر معين يضغطه الحيوان ليحصل على مكافأة. وهنا قام رسل تشرتش (Russel Church) وورين ميك (Warren Meck) بتغيير طبيعة الإشارة الحسية فمثلاً بدلاً من ربط الرقم اثنان مع الزر الواقع على جهة اليمين، أو بأربعة ومضات من الضوء فقد قاموا بعكس ذلك لفترة ما. والمفاجئة أن الجرذان أدركت مرة أخرى ما يرتبط باثنان أو أربعة. مما يدل على أن إدراك الجرذان للرقم اثنان وأربعة لا يقترن بالتجربة الحسية بل له ترميز معين. 

    غير أن عقول الحيوانات لا تستوعب الأرقام بالطريقة الدقيقة التي نمثل فيها الأرقام بالرموز الكثيرة التي نعرفها من آلاف وملايين. حتى نحن لا نستطيع أن نستوعبها كما هي ممثلة بنظام الأعداد. ما يحدث هو أن أذهاننا كسائر الحيوانات الأخرى القادرة على ذلك، تستطيع تمييز الأرقام البسيطة مثل 1، 2 أو 3 بشكل حاسم وسريع، لكن حينما يكبر الرقم فإن ما يستطيع الدماغ فعله هو تمييز الكميات بشكل ضبابي، فمثلاً يمكن للحمامة أو الفأر تمييز أن 45 أكبر من 20، لكن لا يمكنهما ولا يمكن حتى للإنسان أن يميز لوهلة بأن 49 أصغر من 50، لاسيما حين تكون ممثلة بعدد من الأجسام. 

    لكن لماذا تمتلك الحيوانات مهارات الحساب تلك؟ السبب أن ذلك يمثل ميزة للبقاء. الكلب الجائع القادر على تمييز أن الطبق الكامل أكبر من نصف الطبق سيستطيع الحصول على كمية أكبر من الغذاء. والسنجاب الذي يدرك أن كومة تتكون من أربع قطع جوز هي أكبر من جوزتين سيحصل على كمية أكبر من الغذاء أيضاً. 

    الآليات العصبية لإدراك الأرقام لم تفهم في الإنسان فحسب بل أيضاً في الحيوانات. ريتشارد ثومبسون (Richard Thompson) عالم الأعصاب من جامعة كاليفورنيا سجل لأول مرة في الستينات نشاط عصبونات معينة في قشرة دماغ القطط حينما كانت القطة تشاهد ومضات من الضوء بعدد معين أو تسمع أصواتاً بعدد معين. أحد تلك العصبونات مثلاً أظهر إشارة بعد حصول ست إشارات سواء كانت ومضات للضياء أو أصوات قصيرة أو أصوات طويلة. 

    لا يختلف الأمر كثيراً لدى أطفال البشر فإذا زاد العدد قلت الدقة. ففي تجربة أجريت عام 1967 على يد كل من ميهلير وبيفير وضعوا فيها صفين من قطع حلوى ام اند ام بأربع قطع لكل صف، لكن حين قاموا بتقصير أحد الصفين ووضع قطعتين اضافيتين كان الأطفال بعمر ثلاثة إلى أربعة سنوات يفضلون الصف الآخر الذي يبدو أطول رغم أن فيه أربعة قطع فقط. مما يشير إلى أن الأطفال فهموا حس الحجم والمساحة ولم يفهموا العدد. بالمقابل فإن الأطفال بحسب تجربة أخرى كانوا قادرين على تمييز أن الرقم اثنان أصغر من ثلاثة حتى وهم بعمر أيام بعد الولادة. التجربة للأطفال بهذا العمر صممت بعناية وأخذت بنظر الاعتبار الموقع والطول بحيث لا يختار الأطفال الصف الأطول مثل التجربة السابقة، كان الأطفال ينظرون الى الشاشة وتظهر أمامهم أجسام مختلفة، جسمين أو ثلاثة، ويتم الحكم على ردود أفعالهم من خلال . وفي تجربة أخرى كان يتم عرض دبين واخفاءهما، وقد لوحظ أن الأطفال الرضع يطيلون النظر ويدهشون حين ظهور حالة مستحيلة وهي 1+1 = 1 وقد ثبت في التجربة أن الأطفال قادرين على فهم أن 1+1=2.

    فهمنا للأرقام بحسب فلسفة الكتاب يعتمد إلى حد ما على كونها كميات أو أحجام مرئية. نعم نحن نستطيع التمييز والحسم بين رقم كبير معين وآخر أصغر منه بفارق واضح لكن من الصعب الحسم بين مجموعة من الأجسام أحدهما يحمل 49 جسماً والأخر 52 مثلاً. يذكر الكتاب تجارب حول الأخطاء في الحساب أو في تقييم الأكبر والأصغر فيتضح أننا لا نخطئ في الأرقام الصغيرة إلى حد معين مثل 3-4 لكن الأخطاء تبدأ بالزيادة حين نتحدث عن أرقام مثل 9-10 وكذلك ...

  • معنا في هذه الحلقة من البودكاست كيني بيدل المشكك ورئيس قسم التحقيق في مجلة سكيبتكال انكويرر وقد بدأ مسيرته كصائد للأشباح لكنه انتقل الى التشكيك لاحقاً، مرحبا بك معنا كيني هل يمكنك ان تعرفنا برحلتك وكيف وصلت الى ما انت عليه الآن؟

    شكرا لاستضافتي، من الجيد أن أكون معكم. كانت رحلتي طويلة جداً، بدأت كصياد أشباح. نشأت في منزل كاثوليكي، لذلك كانت لدي هذه المعتقدات الروحية التي جعلت احتمالية الحياة الآخرة واردة لي. كنت دائمًا مهتمًا بالأشباح والوحوش. نشأت وأنا أشاهد برامج تلفزيونية في الولايات المتحدة مثل "البحث عن" (In Search Of )، وآخر يسمى ألغاز غير محلولة (Unsolved Mysteries). لقد كانت أشياء مثيرة للاهتمام حقًا بالنسبة لي أثناء نشأتي. لم يكن لدي أي قدرة على التحقق من الحقائق في ذلك الوقت. لذا، عندما شاهدت هذه السلسلة، أخذتها على محمل الجد. "هناك وحشًا في البحيرة؟" سأوافق على ذلك فوراً.

    عندما كبرت وتزوجت – تزوجت في عام 1997، وكهدية زفاف لنا، اشترينا أول كمبيوتر منزلي. كان الإنترنت جديدًا تمامًا، لذا، فإن أول شيء فعلته هو: البحث عن الأشباح. أردت أن أرى ما كان يقوله الناس، ما الذي يحدث. وجدت مجموعة اجتمعت معًا في منطقتي وكانوا يذهبون إلى منازل مسكونة ويتحققون مما يجري وكنت مندهشاً جداً من إمكانية فعل ذلك، هل يمكننا حقا أن نفعل هذا؟ هل يمكنني الانضمام إلى المجموعة بالفعل؟

    هذا ما فعلته، انضممت إلى المجموعة. خرجت معهم إلى أماكن كالمقابر أو المنازل المسكونة أو المواقع التاريخية. لكن، كلما تعلمت أكثر، كلما كنت أقول "حسنًا، كما تعلمون، بعض هذه الأشياء رائعة حقًا، وبعضها اعتيادي" واعتقدت أن الصور الشاذة مثل كرات الضوء أو الأشكال الضبابية أو الظلال كلها أشباح.

    في أحد الأيام كنا في جيتيسبيرغ، بنسلفانيا، والتي كانت جزءًا من الحرب الأهلية. كان هناك 51 ألف ضحية، لذا فهي نقطة ساخنة لأي من صائدي الأشباح. مجاميع صيد الأشباح في المنطقة كانت تحب الذهاب إلى هناك. بالنسبة لي فأنا أذهب للتاريخ، لكن غالبية الناس يذهبون لقصص الأشباح. لذلك، ذهبت مع مجموعتي لحضور أحد مؤتمرات الأشباح، وكان هذا أوائل القرن الحادي والعشرين.

    خرجنا إلى ساحة المعركة وسمعنا من المحليين أن هذا مكان لن يذهب إليه أي من المسؤولين عن المكان لأنهم كانوا خائفين منه. رأوا الأشباح والظلال واشياء كهذه فيه. لذا، فقد علمنا عن ذلك، وكان هذا هو المكان الذي عزمنا الذهاب إليه. كنت برفقة مجموعة صغيرة من الناس في الغابة. كنا ننتظر بصبر. انه مظلم، وهادئ. وبينما كنا ننتظر حدوث شيء ما، نظرت إلى ما وراء خط الأشجار في حقل مفتوح بجانبه طريق ورأيت ثلاث سيارات تسير على الطريق. قلت إن هذه مشكلة كبيرة، خرج من كان بالسيارات، وبدأوا بالمشي في الحقل المفتوح ولم يكن بعيدًا عنا. رأيت مشاعل كهربائية، ومسدسات لقياس درجة الحرارة، ومؤشرات ليزر - كانوا يلعبون بمؤشرات الليزر، وهذا ما نفعله بمؤشرات الليزر - وكانوا يُحدثون الكثير من الضوضاء، وبدأت أشعر بالغضب من هذا لأنهم كانوا مزعجين ويشوشون على ما كنا نفعله وكنا جادين فيما نفعل.

    بدأوا يقتربون، يسيرون باتجاهي، اعتقدت "أنهم سيجدوننا، وسوف يسألوننا عما نفعله، وينضمون إلينا"، لكنني لم أرد ذلك. هذه أرضنا ولا أريد أن أشاركها. كلما اقتربوا، أصبحت أكثر توتراً، ثم فقدت أعصابي، خرجت من الغابة وبدأت بالصراخ عليهم: "اخرس، استدر وابتعد، هذا مكاننا، اتركنا وشأننا". لدهشتي، توقفوا جميعًا واستداروا وعادوا إلى سياراتهم وانطلقوا بعيدًا.

    في صباح اليوم التالي، نهضنا وتوجهنا إلى المؤتمر. كنا في الردهة وكنا نتحدث إلى مجموعة من الناس. ثم بدأنا بالتحدث إلى مجموعة من الأشخاص الذين رأوا شبحًا الليلة الماضية. بدأنا الحديث، وطرح الأسئلة، وعرفنا أنهم كانوا في مكان يسمى حقل القمح، وقلت "هذا رائع، هذا هو المكان الذي كنا فيه". كنا بجوار الحقل الذي كانوا فيه! ثم سألت "في أي وقت؟"، قالوا إنها الساعة الثامنة أو نحو ذلك. قلت: "هذا رائع، كنا هناك في ذلك الوقت". انتظر لحظة، كنا هناك أيضاً، فلماذا لم نر هذا؟ وبعد ذلك، ذكر المصباح الكهربائي فوق رأسي فقلت: "أعتقد أنك رأيتني!"

    قالوا "لا، لقد كان شبحاً حقيقيًا". ثم سألت إذا كان "خرج وبدأ بالصراخ عليك". قالوا "نعم، لكننا لم نستطع فهم ما كان يقوله ولم يكن أنت". لقد كنت أنا! وقد وصفت مصابيحهم اليدوية، وأشعة الليزر الخاصة بهم، وعدد الأشخاص، وعدد السيارات. لقد وصفت لهم كل هذه المعلومات. كانوا مع ذلك مصرين على أنه ليس أنا. ثم أصيبوا بالجنون، وأخبرني أحدهم "توقف عن سرقة الأضواء منا"، لأن الجميع بدأ يستمع إليهم حيث أنهم الوحيدون الذين جاؤوا من الليلة الماضية بقصة شبح. لقد كانوا غاضبين لأنني كنت أسرق الأضواء منهم وأحد من شعبيتهم.

  • عمر المريواني. قراءة في كتاب البقاء للأشد مرضا من ترجمة رغد قاسم الكاتبة والمترجمة في العلوم الحقيقية وهو من تأليف شارون معلم (Sharon Moaelm) الطبيب الأمريكي الكندي المختص بالجينات العصبية والتمايز بين الجنسين والأمراض النادرة والتكنلوجيا الحيوية ومجالات متعددة، وجوناثان برينس.

    اول مجال غير متوقع يطرحه الكتاب – وهذه هي خاصية الكتاب بالحديث عن بعض الامراض بشكل لا نتوقعه في زمن آخر – هو السكري من النوع الأول والذي قد لا يخطر لأحد أنه قد يكون نافعاً. يذكر الكتاب أن معظم مرضى السكري يتم تشخصيهم في الأشهر الباردة في النصف الشمالي من الكرة الأرضية، أي يزداد العدد بين نوفمبر وفبراير. ثم يتكلم عن عامل التخثر الفايبرينوجين والذي يصل لذروته في الأشهر الباردة لدى البشر، ويذكر أيضاً دراسة حول قدامى المحاربين الامريكان الذين أصيبوا غالباً بالسكري من النوع الأول في الأشهر الباردة. وكذلك تزداد مقاومة الانسولين في الأشهر الباردة مما يعني ان النوع الثاني أيضاً تزداد الإصابة به في الأشهر الباردة وليس النوع الأول فحسب.

    نظرية الكاتب حول السكري تتمحور حول قصة يطرحها عن الضفادع، أو نوع معين من الضفادع، الذي يقوم بطرح الماء وملأ جسمه بالسكر كستراتيجية لحماية نفسه من التجمد. وتكمن الفائدة هنا للبشر – لو صحت الفرضية – بأن للسكري دور لحماية بعض الأفراد في العصر الجليدي من التجمد. يقول الكاتب:

    هل هي مصادفة أن أكثر الناس المصابين بالمرض الوراثي [يقصد السكري من النوع الأول] الذي يتميز بالضبط بالافراط بالتخلص من الماء وارتفاع مستوى السكر في الدم ينحدرون من الأماكن التي دمرها الظهور المفاجئ لعصر جليدي تقريبا قبل 13 الف سنة؟

    قد يتساءل أحدهم كيف يمكن للسكري من النوع الأول أن يكون امتيازاً تطورياً، فنحن نتكلم هنا عن فترة قاسية جداً، حيث تعد الحياة لبضعة أشهر او عدة أسابيع امتيازاً. نحن لا نتكلم هنا عن معدل الوفيات أو متوسط عمر الوفاة الحالي. في العصور القديمة كان متوسط عمر الوفاة قد يصل إلى 30 سنة أو أقل حتى في العصر الجليدي. 

    الأمر الثاني الذي يشير له الكتاب ليس مرضاً، لكنه مرتبط بالبيئة أيضاً، ويتحدث عن دراسة جمع فيها عالمان معلومات لدراسة العلاقة بين لون البشر وأشعة الشمس في المنطقة. وتوصل الباحثان إلى أن أي مجموعة بشرية ستغير لونها حتماً خلال 1000 سنة من هجرتها إلى منطقة جديدة ذات معدل إشعاع شمسي يختلف عن المنطقة السابقة. وقد أنتج العالمان معادلة ثابتة لذلك. 

    ثم يشرح حالة أخرى قد لم يسمع بها البعض لكننا على الأرجح مررنا بها وهي حالة العطاس بعد الخروج من منطقة مظلمة إلى أشعة الشمس. يشرح الكاتب أن ذلك قد يكون تكيفاً لدى أسلافنا للتخلص من الطفيليات في الأنف بعد التواجد في كهف مظلم لفترة ما عبر العطاس. 

    الصفة الأخرى التي يتحدث عنها هي الشعر الكثيف كاستراتيجية للحماية من الملاريا وتشيع هذه الصفة في شرق حوض البحر المتوسط. والتي يقابلها في الأفارقة الذين لا يمتلكون هذه الصفة، صفة أخرى وهي فقر الدم المنجلي والذي يوفر بعض الحماية من الملاريا. 

    يذكر الكتاب أيضاً حالة أخرى مؤسفة وتتعلق بجانب مظلم من تاريخ البشر حول العبودية، لاسيما العبودية في الولايات المتحدة لآخر 500 سنة. يعاني الأمريكيون الأفارقة من معدل أعلى للإصابة بارتفاع ضغط الدم بالمقارنة مع أقرانهم في أفريقيا مما لا يوجد سبب واضح لتفسير وجود هذا المرض لديهم. السبب قد يكون مرتبط بقلة الطعام والماء في سفن نقل العبيد والتي قد تجعل الميل للإحتفاظ بمعدلات عالية من الملح صفة تساعد على الحياة في تلك السفن. إذا كان هذا صحيحاً فإن تجارة الرقيق قد تكون أنتجت انتقاءاً لهذه الصفة مما يترك الأمريكيين الافارقة تحت خطر أعلى للإصابة بارتفاع ضغط الدم حين تناول الحمية الحديثة الغنية بالملح. 

    الصفة الأخرى التي يذكرها الكتاب هي سرعة استقلاب الأدوية التي قد تكون موجودة في البيئات عالية السمية للتخلص من السموم والتي ترتبط بتواجد نسخ جين معين. يمتاز الاثيوبيون مثلاً بامتلاك نسبة أعلى بكثير مما يمتلكه الأوروبيون من تواجد نسخ ذلك الجين. بالطبع قد يؤدي الأيض السريع لبعض المخاطر حين أخذ بعض الأدوية احياناً مثلا قد يتحول الكودين بمعدل أعلى إلى المورفين لديهم.

    يتكلم الكتاب أيضاً عن أمر مثير للاهتمام في العلاقة بين النباتات ومفترساتها من الحيوانات. تزيد نسبة الاستروجين النباتي في بعض النباتات في الأوضاع البيئية الصعبة التي يمر بها النبات لحماية نفسه من المفترسات كالخراف عبر التسبب لها بالعقم. ويذكر الكاتب أزمة عقم مرت بها الخراف في استراليا حين تناولت البرسيم الأوروبي الذي عانى من صعوبات في المناخ الأسترالي بالمقارنة مع بيئته الأصلية، وبالتالي فقد تسبب بالعقم لدى الخراف. 

    بذات الهيئة تتسبب النباتات بالكثير من حالات التسمم ل...

  • ضيفنا لهذه الحلقة هو الدكتور أحمد عليوة، درس التكنلوجيا الحيوية في جامعة القاهرة بين الأعوام 1997 و 2001 ليغادر نحو الولايات المتحدة بعدها لدراسة الماجستير حيث درس بمختبر كريغ ميلو (Craig Mello's lab, University of Massachusetts Medical School) ورسالة الماجستير خاصته كانت بعنوان دور ترميز الحمض النووي بتمييز الأديم في دودة الربداء الرشيقة (C. Elegans) وقد أنهى دراسة الماجستير هناك في العام 2007 ثم شرع بدراسة الدكتوراه في ذات المختبر وكانت أيضاً دراسة الدكتوراه له حول أحد البروتينات لدى أجنة دودة الربداء الرشيقة. أنهى دراسة الدكتوراه في العام 2014، ليتجه الى السويد حيث يعمل زميلاً لأبحاث بعد الدكتوراه في مؤسسة كارولينسكا.

    الرابط على موقع العلوم الحقيقية: https://real-sciences.com/?p=28035

    على جوجل بودكاست

    على آبل بودكاست

    نشرنا نص اللقاء في العدد 54 من مجلة العلوم الحقيقية وأدناه نص الحوار:

    ضيفنا لهذه الحلقة هو الدكتور أحمد عليوة، درس التكنولوجيا الحيوية في جامعة القاهرة بين الأعوام 1997 و 2001 ليغادر نحو الولايات المتحدة بعدها لدراسة الماجستير حيث درس بمختبر كريغ ميلو (Craig Mello's lab, University of Massachusetts Medical School) وكانت رسالة الماجستير خاصته بعنوان "دور ترميز الحمض النووي بتمييز الأديم في دودة الربداء الرشيقة (C. Elegans)" وقد أنهى دراسة الماجستير هناك في العام 2007 ثم شرع بدراسة الدكتوراه في ذات المختبر وكانت أيضاً دراسة الدكتوراه له حول أحد البروتينات لدى أجنة دودة الربداء الرشيقة. أنهى دراسة الدكتوراه في العام 2014، ليتجه إلى السويد حيث يعمل زميلاً لأبحاث بعد الدكتوراه في مؤسسة كارولينسكا. أهلاً وسهلاً بكم د. أحمد.

     

    شكراً لكم، أهلاً وسهلاً بك وبالمستمعين، أضيف فقط للسيرة هو أنني أعمل حالياً كباحث مستقبل في جامعة برشلونة باسبانيا وأقسم وقتي بين ستوكهولم وبرشلونة خلال السنة. ولي خط بحثي في برشلونة يختلف عن الخط البحثي في ستوكهولم إلى جانب بعض التدريس. 

     

    كما لاحظنا في سيرتكم الذاتية، ولكل من يقرأ أبحاثكم، سنجد الكثير من الاهتمام بدودة الربداء الرشيقة التي نجد أنها مشهورة جداً حيث ترد في الكثير من الأبحاث وهناك الكثير من الاهتمام حولها في البحث العلمي، فلماذا تعد مهمة؟ 

    تكمن أهمية النماذج الحيوانية بشكل عام في أن معظم التجارب والأسئلة البيولوجية يستحيل دراستها في الإنسان مباشرة، لذا يجب دراستها في كائن يشبه الإنسان إلى حد ما، لكن دون الدخول في تعقيدات أخلاقية أو قانونية بخصوص التجارب على الإنسان. وكذلك فإن الإنسان من أعقد الكائنات التي يمكن دراستها مختبرياً، لذا نلجأ لكائنات ابسط من الإنسان نستطيع من خلالها أن نفهم عمليات حيوية مختلفة، كما يمكن أن نقيس من خلال التشابه مع الانسان ما يمكن أن يحدث مع الانسان. 

    كانت دودة الربداء الرشيقة كما تسمى باللغة العربية من ضمن الكائنات التي ظهرت على الساحة في أواخر الخمسينات والتي تعد فترة مهمة لأن تركيب الحمض النووي قد اكتشف وتم فهم كيفية حدوث الوراثة وأصبح الهدف هو فهم كيف أن الوراثة والحمض النووي يمكن أن يعملا في الخلية لخلق جنين. ليس هذا فحسب، بل يفعل في الكائن بعد نضوجه للتحكم بسلوكه وتصرفاته بشكل عام. لذا فإن مسألة السلوك والتطور للجهاز العصبي إلى جانب نمو الجنين عقبة كان يجب اقتحامها بعد اكتشاف الحمض النووي، وكان للربداء الرشيقة مزايا غير موجودة في نماذج حيوانية أخرى مثل الفئران أو ذبابة الفاكهة، ومن هذه المزايا بساطة جسم دودة الربداء الرشيقة. 

    للربداء الرشيقة ألف خلية فقط، وهي شفافة بحيث يمكن تحت المجهر تمييز كل خلية عن الخلية التي بجانبها. ليس هذا فحسب، بل يمكن تتبع ولادة كل خلية من الخلية الأولى، من أين جاءت وكيف تمايزت وما إلى ذلك. لذا كان من الممكن انشاء خريطة دقيقة ومفصلة لكل خلايا الكائن. 

    كانت الخلايا تنقسم وتتكشف بشكل نمطي جداً لا يختلف من دودة إلى أخرى وبالتالي فقد كان التطور أو النمو يحدث بشكل حتمي (deterministic) أي أن ما يجري على دودة ما، يجري على الديدان الأخرى ايضاً. أضف إلى ذلك أن رغم بساطة الدودة غير أن لديها سلوكيات معقدة مثل البحث عن الطعام أو تمييز الاكل المفيد من الضار أو البحث عن دودة من الجنس الآخر للتزاوج أو الهروب من المخاطر. لذا فنحن نتكلم عن دودة من 1000 خلية هناك 300 منها تشكل الجهاز العصبي، لكن فيها كل التعقيد الذي نتكلم عنه. لذا قرر سيدني برينر (Sydney Brenner) في بريطانيا أن الربداء الرشيقة هي كائن مثالي لدراسة تفعيل المادة الوراثية خلال نمو الجنين وسلوك الكائن بعد اكتمال نموه. وكون برينر مجموعة عمل كان أهم من فيها روبيرت هوروتز (Robert Horvitz) وجون سولستن (John E. Sulston) وقد حصل الثلاثة على جائزة نوبل لاسهاماتهم في م...

  • لقاء موقع العلوم الحقيقية مع الدكتور سليم زاروبي عالم الفيزياء الفلكية الفلسطيني الرائد في دراسة تطور البنية المعقدة في الكون والمراحل المبكرة من الكون، واحد الرواد والمؤسسين لتلسكوب لوفار (LOFAR) في هولندا. بحثه يتعلق بالسؤال حول كيف انتقلنا من هذا الكون المبكر المتجانس الى هذا الكون المعقد الذي نراه حولنا. وهذا المجال كبير، تخصص في البداية بالمبنى الكبير بالكون بشكل عام ثم في السنوات العشرين الأخيرة انتقل للتساؤل حول  المجرات الأولى والمبنى الأول في الكون الذي تم بعد نصف مليار عام من تكون الكون. تخصصه يكمن في فحص كيفية تكون المجرات الأولى وكيف اثرت على البيئة التي حولها، في الأساس بالتأثير على ما نسميه المادة بين المجرات (Inter-galactic medium) وماذا يحدث لذرة الهيدروجين الموجودة بكثرة في الكون وكيف تتأين..الخ. وقد كان من المبادرين والرواد في هذه طرح هذه الاسئلة والبحث فيها. في عام 2004 بادر مع زميلين من زملاءه الى مشروع كبير مرتبط بالتلسكوب لوفار LOFAR والذي يهدف لفحص هذه المادة – حالة الهيدروجين في الكون المبكر – أي ما حدث له بعد تكون المجرات الأولى، وهذا التلسكوب وأمثاله هو الوسيلة الوحيدة التي يمكن رؤية الكون بها في هذه الفترة.

    رابط المقال والبودكاست على الموقع: https://real-sciences.com/?p=19372

    نرحب بالدكتور سليم زاروبي الحاصل على جائزة هولمبولت في ألمانيا مؤخراً، مرحبًا بكم دكتور سليم يسرنا ويسر جمهورنا أن نلتقي بكم، وسؤالنا الأول حول مسيرتكم وأبحاثكم والمجالات التي تهتمون بها.

    شكرًا لكم عمر، أنا فلسطيني من مدينة الناصرة وقد نشأت فيها وتعلمت الفيزياء في جامعات إسرائيلية بطبيعة الحال لأنني من فلسطينيي الداخل، حيث درست في جامعة التخنيون ثم في الجامعة العبرية في القدس حيث أنهيت الدكتوراه هناك وتخصصت في علم الكون بالأساس وتحديدًا حول تطور البنية المعقدة في الكون، كيف نشأت وكيف تطورت. تاريخ كوننا محدود، عمره 14 مليار عام، وفي بدايته كان متجانساً تماماً حيث تكون كل نقطة متجانسة تماماً مع النقطة التي بجانبها من حيث الصفات الفيزيائية لكن مع الوقت تطورت المجرات والنجوم والكواكب السيارة. بحثي يتعلق بالسؤال حول كيفية انتقالنا من هذا الكون المبكر المتجانس إلى هذا الكون المعقد الذي نراه حولنا. وهذا المجال كبير، تخصصت بالبداية بالمبنى الكبير بالكون بشكل عام ثم في السنوات العشرين الأخيرة بدأت اسأل عن المجرات الأولى والمبنى الأول في الكون الذي تم بعد نصف مليار عام من تكون الكون. يكمن تخصصي في فحص كيفية تكون المجرات الأولى وكيف أثرت على البيئة التي حولها، في الأساس بالتأثير على ما نسميه المادة بين المجرات (Inter-galactic medium) وماذا يحدث لذرة الهيدروجين الموجودة بكثرة في الكون وكيف تتأين..الخ. هذا هو مجال تخصصي وهو مجال جديد في العالم وقد كنت من المبادرين له. في عام 2004 بادرت مع زميلين لي إلى مشروع كبير مرتبط بالتلسكوب لوفار LOFAR والذي يهدف لفحص هذه المادة – حالة الهيدروجين في الكون المبكر – أي ما حدث له بعد تكون المجرات الأولى، وهذا التلسكوب وأمثاله هو الوسيلة الوحيدة التي يمكن رؤية الكون بها في هذه الفترة، فهذا فيما يتعلق بتخصصي.

    أما الأماكن التي انتقلت فيها وعشت فيها فقد انتقلت بعد الدكتوراه إلى جامعة بيركلي لدراسة ما بعد الدكتوراه وقضيت 3 سنوات هناك. ثم انتقلت لمعهد ماكس بلانك لأبحاث الفضاء في ميونخ حيث قضيت 5 سنوات، ثم انتقلت إلى هولندا لجامعة جرونيجن (Rijksuniversiteit Groningen) عام 2014 وهي ثاني جامعة هولندية بتاريخ الجامعات في هولندا وفيها تخصص كبير في هذا المجال. وقد عدت قبل 6 سنوات إلى البلاد وأنا أعمل بالإضافة إلى جامعة خرونيجن في الجامعة المفتوحة. هذه هي خلاصة مسيرتي العلمية. 

     

    مسيرة رائعة دكتور، وفي الحقيقة لنا ولجمهورنا كغير مختصين ذكرتم المصفوفات منخفضة التردد لا ندري إن كنتم تحبون التقديم بالمراحل التي ذكرتموها حول نشأة الكون ثم شرح هذه المصفوفات لنا أم البدء بالاتجاه الآخر بالشرح من المصفوفات ثم التعمق في تفاصيل نشأة الكون. نترك الخيار لكم.

    أفضل الكلام عن التأثير الفيزيائي لأفسر ما نريد أن نراه بالتحديد ثم لماذا نريد استخدام المصفوفات منخفضة التردد. 

    كما تعلمون فإن الكون يتوسع، هذه هي نظرية الانفجار الكبير، ومنذ ولادته حتى الآن فقد مر بمراحل عديدة، كان كثيفاً جداً وحرارته عالية جداً في البداية. في اللحظات الأولى لتكون الكون كانت حرارته – وسأستخدم الصيغة الرياضية هنا – 10 مرفوعة للأس 35 درجة مئوية أو درجة مطلقة، أي واحد وأمامه 35 صفر، حرارة مذهلة لا تستطيع المادة العادية الصمود بهذه الحرارة. 

    كان الكون في بدايته مجرد طاقة، أشعة تتحول إلى جسيمات وجسيمات تتحول إلى أشعة.

  • يفتتح منشور على تويتر موضوع الخراف التي تدور حول نفسها مبتدئاً بالأسباب لا بالخبر، والأسباب هي علوم زائفة من قراءة أول سطر من المنشور: "ازداد تذبذب طاقة الأرض من 5 هيرتز الى 40 هيرتز في حزام فان الين (Van Allen Belt)، مما يعني أنه سيستمر في الازدياد بسرعة كبيرة لدرجة أن يصبح اليوم 16 ساعة وليس 24 ساعة" ثم المزيد من التفاصيل حول مغناطيسية الأرض. طبعاً لننفي ذلك قبل ان نمضي نحو قصة الخراف التي تدور حول نفسها لـ 12 يوماً، فإن اليوم لم يقصر بعد، وأن تذبذب طاقة الأرض هو مصطلح غير علمي، وأن التذبذب في حزام فان الين لم يبلغ 40 هيرتز ولا ندري من اين جاء صاحب المنشور بهذا، وأن ذلك لا علاقة له بالخراف التي تدور حول نفسها. لسبب ما يجذب حزام فان الين الكثير من أصحاب نظريات المؤامرة المخلوطة بالعلم الزائف، توماس كوان يعول عليه كثيراً أيضاً.

    اما في الفيسبوك، فقد اتفقت صفحات جمع الاعجابات على رواية واحدة، وهي "ارتحال اقطاب الأرض" الامر الذي "حير الخبراء" ولا ندري بالتحديد من هم هؤلاء الخبراء الذين احتاروا في الأمر عدا صاحب الصفحة الخبير الأول. وبالتأكيد لا نستطيع تحميل "الخبراء" اكثر من الاستيعاب الممكن، لكن ربما سمع احد هؤلاء عن ظاهرة انعكاس مغناطيسية الأرض (Geomagnetic reversal) والتي ينقلب فيها الشمال والجنوب المغناطيسيين للأرض، في أمر يحدث بنطاق يتراوح بين الاف الى ملايين السنوات وكان آخر حدث من هذا القبيل قد حدث قبل 780 الف سنة ويستغرق الانقلاب الاف السنين للحدوث أيضاً، أي أنه ليس أمراً يمكن أن يدركه الخروف أو أصحاب الصفحات بسرعة، كما لا توجد أي أخبار من أي جهة علمية تداولت أمراً كهذا.

    تزيد المزاعم على أن الدوران يحدث في العديد من الحيوانات لنفس السبب، المتعلق بمغناطيسية الأرض، وهذا في الحقيقة عبارة عن مزيج بين فكرة علمية وأخرى غير علمية على الاطلاق. تستطيع العديد من الحيوانات استشعار المجال المغناطيسي للأرض[1] وثبت أنها تستخدمه للتنقل (مثلما نستخدم البوصلة) كما استطاع علماء كثيرون دراسة تلك القدرة بدقة وتحديد البروتين المسؤول عنها وهو الكريبتوكروم (Cryptochrome)، ومن الأمثلة على تلك الحيوانات الخفاش البني الكبير (big brown bat) وسلمندر الكهف (Cave Salamander)  ونحل العسل. غير أن ما هو غير علمي في فكرة الربط بين المغناطيسية والدوران هو افتراض أن الحيوانات ستدور لو حدث شيء ما بالمغناطيسية فقط لأننا نتذكر المحرك الكهربائي واكتشافات اورستد حول الكهرومغناطيسية، أو ربما للربط بين دوران الكواكب وجاذبيتها (ربط غير صحيح مع المغناطيسية). على الرغم من ذلك فأن هناك بعض الربط البعيد بين المغناطيسية والدوران لدى بعض الحيوانات.

    اسماك تدور

    باختصار، لا علاقة بين الأمرين، ولم تتغير مغناطيسية الأرض، ومجاميع الحيوانات تمضي بحركات دورانية لأسباب كثيرة ليس المجال المغناطيسي للأرض واحداً منها. السبب الرئيسي لدوران الحيوانات البحرية مثلاً هو التغذية حيث لاحظ علماء يابانيون بدراسة أجريت على دورات الحيوانات البحرية أن ذلك كثيراً ما يحدث للبحث عن الطعام، وفي بعض الأحيان التزاوج، وفي حالات معينة هناك اعتقاد ان الدوران لدى الحيوانات التي تمتلك القدرة على استشعار المجال المغناطيسي الأرضي فإن اجراء دورتين او ثلاث يشبه إعادة ضبط لجهاز الملاحة الخاص بالحيوان، لكن الدوران بشكل عام ليس حالة غريبة ولا يحتاج ان يحدث لأيام لان شيئاً ما حدث لمغناطيسية الأرض[2].

    أما السبب الآخر الشائع بعد التغذية، فهو الامراض باختصار، وهو الحل البسيط لمعضلة الخراف التي تدور حول نفسها في الصين. يسمى مرض اللستيروسس (Listeriosis) بمرض الدوران، وهو يصيب الدماغ ويسبب تشنجات في الوجه او شللاً، بالإضافة الى الاستلقاء، او الدوران. يحدث مرض الدوران او اللستيريا المولدة للخلايا الوحيدة نتيجة للإصابة ببكتيريا معينة. تنعزل الحيوانات المصابة في البداية وتتكأ على الجانب المصاب بالدماغ ثم تبدأ بالدوران بذلك الاتجاه.

    رغم جميع تلك التفسيرات والرحلة العلمية الواسعة التي يمكن أن تأخذنا نحو الفيزياء والاحياء وعالم الحيوان فإن الفيديو الأزرق الكئيب للحيوانات التي تدور يبدو أكثر تشويقاً للكثيرين، وهذا ما يراهن عليه العلم الزائف دوماً، تهويل المجهول.

     
    [1] Helen Matsos, How animals sense Earth's magnetic field, phys.org, MAY 19, 2020
    [2] CAROLINE DELBERT, Sharks, Turtles, and Penguins Are All Swimming in Circles. No One Knows Why. popularmechanics.com, MAR 19, 2021
    قراءة المقال بصوت حسن الرياحي

  • قرأنا كثيراً الأسطورة حول تجربة النوم الروسية التي تنص على أن خمسة أشخاص من السجناء في الاتحاد السوفييتي مُنعوا من النوم وماتوا بطريقة تراجيدية مرعبة. ويتداول تلك القصة كثيرون دون التحقق من مصداقيتها أو كونها حقيقة أم خيال، فما الحقيقة؟ 

    تنص القصة باختصار على أن خمسة أشخاص من السجناء السياسيين في الاتحاد السوفييتي قد اُدخلوا في تجربة طولها 30 يوماً ووعدوا بالحرية فيما لو صمدوا خلال التجربة. وأن التجربة قد قامت في غرفة تحتوي على غاز منشط يحول دون النوم. بدأت التجربة حسب المزاعم وبقي الأشخاص طبيعيون للأيام الخمسة الأولى ثم بدأوا بالاضطراب وسرعان ما بدأت ملامح الانهيار بعد 9 أيام، ثم بدأوا بارتكاب أعمال لم يتمكن الباحثون من رؤيتها لأن المشاركين في التجربة لطخوا النافذة بالغائط وبكتاب قاموا بتمزيقه، ثم أُوقفت التجربة بعد 15 يوماً فوجد الباحثون أن الأشخاص قتلوا واحداً منهم بعد تشويهه كما أنهم مزقوا أنفسهم وغطوا الأرض بالدماء. وتستمر القصة بإصدارات عديدة حول مقتل البعض أو قتل السجناء لبعض الجنود بينما حاولوا إخراجهم بالإضافة إلى البهارات التي أضيفت للقصة أثناء الترجمة للعربية والصورة المرعبة التي ترفق مع التجربة دون أساس.

    باختصار، القصة مختلقة كلياً. اختلق القصة مستخدم مجهول في موقع يعرف بـ "كريبي باستا" (CreepyPasta) ويشير المصطلح إلى نوع من قصص الإنترنت المرعبة التي يتم تأليفها وتداولها ويعني المعكرونة المخيفة فكأن أحدهم يصنع أكلة مخيفة ليتم تناولها من قبل الجمهور. اذا اردت متابعة المزيد من هذه القصص قم بزيارة الموقع لكن لا تشاركها وكأنها قصص حقيقية.

    يبقى أمران، هل يعني هذا أن الأجهزة السرية النازية أو السوفيتية أو الامريكية أو أي أجهزة مخابرات ليس لديها برامج تجارب سرية شريرة؟ كلا على الإطلاق، هناك قصص حقيقية كثيرة من مختلف الدول. واحزر ماذا تفعل اذا ما اختلقت قصة وأضفتها للرصيد الحقيقي من القصص؟  ستضعف مصداقية القصص الحقيقية لأن كشف الكذب ليس سهل مثل هذه القصة، وكثير من الناس لن يكون لديهم الوقت للبحث عن نماذج أخرى. 

    الامر الثاني، هل حقاً يمكن أن نأكل لحوم البشر أو أن نتحول إلى وحوش اذا ما حُرمنا من النوم؟ كلا حتى لو بقيت 264 ساعة دون نوم مثلما فعل راندي غاردنر (Randy Gardner) الشاب الأمريكي محطماً الرقم القياسي لتوم راوندس (Tom Rounds) وبإشراف الباحث في النوم في جامعة ستانفورد الأستاذ ويليام ديمينت (William C. Dement). لم يأكل راندي احداً، ولم يمزق لحمه ولم يغط الأرض بالدم، لكنه كان يشعر بالتعب وكانت تظهر عليه تغيرات في المزاج. لكن باحثين آخرين راقبوه أبلغوا عن مشاكل عقلية جدية مثل الهلوسات والهوس وضعف في الذاكرة قصيرة الأمد والتركيز. بلغ الضعف الإدراكي مرحلة عدم قدرة انجاز بعض الاعمال الحسابية الطويلة لنسيان ما بدأ به من الأساس في نهاية التجربة. في النهاية تكلم راندي بطلاقة أمام مؤتمر صحفي قائلاً: "أردت إثبات أن لا شيء سيء سيحدث لو بقيت دون نوم، لقد كسرت الرقم السابق ولم تكن تجربة سيئة". 

    أما توم راوندس فلم نجد الكثير من التفاصيل عن تجربته لكن يبدو أنها لم تخضع للتجارب والإشراف الأكاديمي مثل راندي. تجدر الإشارة أن راندي نام في يومه الأول بعد التجربة لـ 14 ساعة ثم في اليوم الثاني لعشرة ساعات فقط.  

    الخلاصة، عدم النوم لأحد عشر يوماً لن يجعلنا وحوش وأكلة لحوم البشر. 

     

    مصادر وروابط أخرى:

    Austin Considine, Bored at Work? Try Creepypasta, or Web Scares, New York Times, Nov. 12, 2010

    Wikipedia, CreepyPasta

    Wikipedia, Randy Gardner sleep deprivation experiment

    SHANKAR VEDANTAM, The Haunting Effects Of Going Days Without Sleep, npr.org, December 27, 2017

    Wikipedia, Russian Sleep Experiment 

  • ترجمة: مرام الصراف، النسخة الصوتية يقرأها حسن الرياحيهل سمعت من قبل عبارة "شغلها مرة أخرى يا سام"؟ يتذكر الكثيرون أنها أشهر جملة قالتها إنغرد برغمان في فيلم كازبلانكا ومع ذلك، عند المراجعة، اتضح أن بيرغمان قالت "شغلها يا سام، شغل أغنية As Time Goes by" ومع ذلك يتذكر الكثيرون عبارة "شغلها مرة أخرى يا سام" والتي لم يتم نطقها أبدًا. لكن لماذا؟إنها ليست الحالة الوحيدة، فعلى سبيل المثال، هناك من يتذكر أنه في فيلم حرب النجوم ، أن دار فيدر تحدث بعبارة "لوك، أنا أباك" لكن في الواقع العبارة مختلفة قليلاً "لا، أنا أباك". بينما يتذكر آخرون قول الملكة في بياض الثلج "مرآتي يا مرآتي" العبارة الصحيحة هي "مرآتي السحرية على الحائط"ما الذي تثبته هذه الحالات؟في عام 2010، بدأت نظرية يتم تداولها على الإنترنت تشرح الذكريات الخاطئة التي تبدو أنها تؤثر على الكثير من الناس. في ذلك العام، أوضحت الباحثة فيونا بروم أنها تذكرت تمامًا كيف مات نيلسون مانديلا في السجن في الثمانينيات، كما تذكرت المقاطع الإخبارية لجنازته، والحداد في جنوب إفريقيا، والخطاب الصادق لأرملته، وبعض أعمال الشغب في مدن إفريقيا التي بدأت انهيار نظام الفصل العنصري. لكنها اكتشفت بعد ذلك أن مانديلا لا يزال على قيد الحياة، والأهم من ذلك، كما قالت، اكتشفت أن العديد من الأشخاص الآخرين يشاركون الذاكرة ذاتها.أطلقت بروم على هذه الظاهرة المتمثلة في التذكر الخاطئ واقترحت أن هذه الذكريات الخاطئة هي في الواقع دليل على أكوان أو حقائق موازية. وقد افترضت أن الأشياء تحدث بطريقة مماثلة – ولكن ليس بنفس الطريقة تمامًا – في هذه الأبعاد الأخرى. وفقًا لتأثير مانديلا، فإن هذه الذكريات التي تبدو خاطئة هي في الواقع مكتسبة عن طريق الخطأ من تلك الأبعاد الموازية. يعتقد آخرون أن تأثير مانديلا يوضح أننا نعيش في واقع محاكي تم إنشاؤه بواسطة ذكاء أعلى، يقال أن أخطاء الذاكرة هذه تعادل الثغرات البرمجية – كما هو الحال في فيلم الماتريكس .مع ذلك، فإن علم النفس له وجهة نظر مختلفة لما يحدث هنا، إن أخطاء الذاكرة هذه هي تمامًا ما نظنها، مجرد أخطاء. العديد من الناس يفهمون فكرة أن أدمغتنا تعمل مثل الكمبيوتر أو ما يعادل مسجلات الفيديو، وتخزين البيانات في أذهاننا ثم استعادتها تمامًا كما تلقيناها أو مرة، لكن ليس ذلك هو الحال. الذاكرة هي عملية خلق وإعادة بناء مستمرة، والذكريات تتغير بمرور الوقت – على الرغم من أننا يمكن أن نكون مقتنعين تمامًا من دقتها.هناك أيضًا حقيقة أننا غالبًا ما نتذكر مشاهد أو عبارات من الأفلام بطريقة تقريبية، ثم تصبح هذه المصطلحات المشتركة، كما هو الحال مع "شغلها مرة أخرى يا سام" والتي أصبحت عنوانًا لأحد أفلام وودي آلن. ومع ذلك، فإن الطريقة التي يتم بها إنشاء الذكريات الكاذبة فورية ومنتشرة لدرجة أنه من الممكن اختبارها. يمكننا تجربتها الآن، أحضر ورقة وقلم، ثم إقرأ الكلمات التالية بصوت عالٍ مرة واحدة:سريريرقدمستيقظمُتعبحلميقظراحةبطانيةنعسسباتشخيرقيلولةسلامتثاؤبغفوةالآن أغلق المجلة واكتب الكلمات التي تتذكرهاوفقًا لنموذج دييس- رويديجر-مكدرمونت، يميل الناس إلى تذكر كلمة مرتبطة بالفعل بجميع الكلمات الأخرى ولكنها غائبة عن القائمة، في هذه الحالة الكلمة هي نوم، هل كتبتها؟ يذكر حوالي نصف أولئك الذين يشاركون في مثل هذا النوع من التجارب أنهم متأكدون من رؤية الكلمة الغائبة (نوم)، ولكن هذه الذكرى شيء لم يحدث أبدًا، إنها ذكرى خاطئة.الذاكرة هي آلية حساسة للغاية، وعرضة للعديد من التشوهات اللاإرادية، بما في ذلك الذكريات الكاذبة والاقتراحات واضطراب في الأداء والضغط الاجتماعي والارتباك. ذلك هو الاندماج بين الذكريات المختلفة أو اتحاد الذكريات الحقيقة والتخيلات، لهذا السبب في المرة القادمة التي تسمع فيها أشخاصًا يقولون "آه، صحيح! أتذكرها جيدًا!" يمكنك أن تكون متأكدًا تمامًا من أنهم يبالغون في تقدير قدرات أدمغتهم.وماذا عن فكرة الأكوان المتعددة أو الواقع المحاكي؟ يمكن أن يكون هذا أحتمال بالنسبة لفيزيائيي الكم وليس فقط لعشاق الخيال العلمي، ويقضون وقتًا للتكهن بها. مع ذلك، يمكننا الاعتماد على التفسيرات المعقولة التي يقدمها علم النفس حول كيفية إنشاء الذكريات الخاطئة إلى أن يتم العثور على دليل لمثل هذه الحقائق البديلة، ومحاولة جعل الأشياء تعمل بشكل أفضل مما هي عليه في الوقت الحاضر في العالم والكون الوحيد المتأكدين من وجوده: عالمنا.المصدر:Massimo Polidoro, The Mandela Effect: How False Memories Are Created skeptical inquirer, From: Volume 46, No. 4, July/August 2022

  • قراءة مختصرة لمقال هل يمكن معرفة ما إذا كان شخص ما يكذب من خلال مراقبة لغة الجسد؟ ترجمة مرام الصراف

    رابط المقال:

    https://real-sciences.com/?p=16761

     

     

  • قراءات مختصرة في مقالات العلوم الحقيقية، قراءة لمقال الدكتور اوز الطبيب والمحتال. رابط المقال:

    https://real-sciences.com/?p=16755

  • الدكتور جعفر الجوذري مختص في علم الجيولوجيا الاثرية من جامعة درهام في المملكة المتحدة بشهادة الدكتوراه 2014-2016، وحاصل على الماجستير في علم الجيولوجيا من جامعة بغداد ويعمل استاذاً في جامعة القادسية في العراق. سجل له اثبات تسع تحولات تاريخية في نهري دجلة والفرات بعد ان كانت الساحة العلمية لا تعرف سوى ثلاثة. سنتكلم في هذا اللقاء عن التحدي المناخي الذي يواجه نهري دجلة والفرات، وعن تاريخ هذين النهرين في الظاهرة التي يجهلها الكثيرون عن تغيير الأنهر لمجراها.

    استمعوا على جوجل بودكاست

    آبل بودكاست

    سبوتيفاي

    رابط المقال على الموقع: https://real-sciences.com/?p=16820

    كيف تصفون مجال دراستكم؟ ما هي الحقائق التي تغطونها وما هي التطبيقات الأهم لدراسة الأنهر والمياه تاريخياً؟

    مجال دراستي هو الجيولوجيا الاثرية مجال نادر يجمع بين الجيولوجيا (علم الأرض) وعلم الاثار (archaeology). لذا فقد كان لي مشرف جيولوجي في الدكتوراه وهو الأستاذ مارك الين (Mark Allen) ومشرف آخر وهو الأستاذ توني ويلكنسون (Tony James Wilkinson) وهو مختص بعلم الآثار. وكلاهما أصحاب خبرة في اثار وجيولوجيا العراق. لدينا في الجيولوجيا حوالي 12 تخصص مختلف، وفي الاثار هناك أيضاً حوالي 15 تخصص. لكن هذا التخصص هو نصف جيولوجي ونصف آركيولوجي فهو يستخدم قوانين الجيولوجيا لفهم الآثار. آخر 10 الاف سنة تعد مشتركة في دراستها بين الجيولوجيا التي تدرس تكون الكرة الأرضية حتى الان اما الاثار فهي التي تدرس الانسان وموجوداته خلال اخر 10 الاف سنة، لذا فحين أتكلم للآثاريين أتكلم كجيولوجي واقدم لهم شيئاً جديداً بالنسبة لهم وأتكلم مع الجيولوجيين كآثاري واقدم لهم ايضاً اموراً ليست في مجال تخصصهم. لذا بالإضافة الى الجغرافية، فإن هذا يوفر لي معلومات كثيرة، لكن المشكلة في إيصال هذا التخصص للجمهور العراقي سواء في الجيولوجيا او الاثار او الجغرافية تكمن في ان معظم ابحاثي ورسالتي هي باللغة الإنجليزية، مع ذلك فقد سعيت لادخال مادة الجيولوجيا الاثرية لتدرس في الجامعات وهي اليوم تدرس في تسعة اقسام دراسية في العراق وانا اعتبر هذا وفاءاً للبلد حيث أنني طالب بعثة وقد تحمل العراق كلفة بعثتي الدراسية لذا فكان يجب ان اضيف شيئاً حين أعود، وما أفخر به ربما هو إضافة هذا التخصص للعراق. حالياً، معظم البعثات التنقيبية الأجنبية والعراقية، والباحثين في مجال الجيومورفولوجيا والجيولوجيا والاثار كلها تأخذ على عاتقها دراسة الجيولوجيا الاثرية.

    الأمر الآخر وأنا لا احب التركيز على شخصي، لكنني اطرح الأمر كحقائق، حينما أكملت الدكتوراه عام 2016 في العراق، تواصلت مع معظم الفرق الاثرية الذين صدف ان يكون كثير منهم زملاءاً او أساتذة، ليقوموا باتخاذ الجيولوجيا الاثرية كمهمة وكجزء من عملهم، فضلاً عن طرائقهم الموجودة والمعتمدة. ستلاحظ منذ 2016 هناك زيادة في الاكتشافات ذات الصلة بالجيولوجيا الاثرية في العراق وهو قد يعزى لجهودي في نشر هذا المجال. الكثير من الفرق الأجنبية التي تدرس في العراق تخصص اموالاً وجهوداً للدراسة من جانب الجيولوجيا الاثرية.

    لاحظنا استشهادات كثيرة بابحاثكم وصوراً التقطتموها في جنوب العراق، لكن لنعد الى مجال الدراسة، هل تقوم الجيولوجيا الاثرية بدراسة الأنهر والمياه بشكل رئيسي؟ انتشر مؤخراً بحث حول الجفاف في شبه الجزيرة العربية في فترة قبل ظهور الإسلام وتكلموا ايضاً عن تحليل له صلة بتساقط الامطار. فهل المجال قائم على دراسة الأنهر والمياه ام ان هناك مجالات وفروع أخرى في الجيولوجيا الاثرية؟

    هناك مجالات وفروع أخرى. لكن لأن العراق هو بلاد ما بين النهرين، فإن الجانب العراقي اخذ على عاتقه دراسة قنوات الري والانهر القديمة. لكن بالتأكيد فإن الجيولوجيا الاثرية تدخل في الأدوات الحجرية، أنواع الصخور، البيئة القديمة، الاهوار، حبوب اللقاح القديمة، السبورات، المتحجرات ومجالات أخرى كثيرة. لكن ما يهم في المنطقة العربية والشرق الأوسط هو الأنهر وقنوات الري وطرق النقل. هذا كله يعرف بشكل سطح الأرض اثارياً (landscape archeology). فما الذي يظهر على سطح الأرض؟ الأنهر، الاسوار، الخنادق، الطرق، المسالك النهرية، الاهوار القديمة، العيون، واي شيء يظهر على سطح الأرض. حينما نأتي لطرق الري (نقول طرق الري لأنه لا يقتصر على القنوات فتوجيه الامطار ليس فيه قنوات مثلاً)، او استخدام الكهاريز والتي هي ايضاً ليست قنوات ري. لنقل انه نظام الارواء بشكل عام (irrigation system)، ما يجمع كل هذه المجالات هو دراسة اثار سطح الأرض الذي ذكرناه.

     

    كيف تخدم النصوص التاريخية الدراسة العلمية في فهم المناخ والأنهر؟ ما هي الوسائل الأخرى لدراسة للمناخ والأنهر تاريخياً؟

    الكتابات المسمارية مهمة جداً، لانها وثقت عمليات حفر قنوات الري وطرق السقي ...

  • عدد مجلة العلوم الحقيقية لشهري يوليو - اغسطس 2022. صمم العدد مرتضى مشكور، وراجعه لغوياً: عمر المريواني وريام عيسى.

    رابط تحميل العدد 50 من مجلة العلوم الحقيقية:

    https://real-sciences.com/?p=16483

    تقرؤون فيه:

    تغير مناخي أدى الى تغير تاريخي وسياسي في جزيرة العرب. إعداد: ريام عيسى

    الدكتور اوز الطبيب والمحتال.. اعداد: سيف محمود علي

    هل يمكن أن ترشدنا لغة الجسد على الكذب؟ ترجمة مرام الصراف

    حين شارفنا على الانقراض وبلغ تعداد البشر 3000 نسمة في جميع الارض بسبب بركان. متى حدث ذلك؟ إعداد: عمر المريواني

    ما هو حدث هاينريش؟

    الحمض النووي لآدم والمجموعة الفردانية A

    وعلى الغلاف: نبذة عن مسيرة اليزابيث بيتس في اللغويات

     

  • حلقة من بودكاست العلوم الحقيقية نلتقي فيها مع العالم العراقي المغترب الدكتور محمد الربيعي وهو بروفسور متمرس في الهندسة البايوكيميائية في جامعة كلية دبلن وباحث اقدم في معهد كونوي للعلوم الطبية وسابقاً بروفسور في جامعة برمنغهام وهو رئيس شبكة العلماء العراقيين في الخارج. شغل عدداً من المناصب الأكاديمية وعمل كخبير لعدد كبير من الشركات الطبية والصيدلانية ولمؤسسات البحث العلمي الاوربية والعالمية، وأستاذاً مشاركاً وزائراً لعدد من الجامعات العالمية وخبيراً في شؤون التعليم العالي في منظمة اليونسكو، ومستشاراً فخرياً لرئيس الجمهورية العراقية ولوزارة التعليم العالي والبحث العلمي. نال العديد من الجوائز العالمية المميزة لاكتشافاته وبحوثه العلمية. اهتماماته العلمية والبحثية واسعة وتشمل بالاضافة إلى الموت الخلوي إنتاج الأدوية والمواد الطبية وهندسة الخلايا الجذعية والانسجة وكذلك له اهتمامات كبيرة في شؤون التربية والتعليم العالي في العراق والعالم العربي.

    ايضاً تقرؤون نص الاجابات في العدد 49 من مجلة العلوم الحقيقية: https://real-sciences.com/?p=16251

    تجدونه على جوجل، آيتونز، سبوتيفاي وغيرها

    نعتذر عن الانقطاع في الصوت في التعريف ببداية البودكاست وتقرؤون التعريف كاملاً بالدكتور محمد الربيعي أعلاه

     

    فيما يلي نص اللقاء كاملاً:

    ما هو الموت الخلوي وما هي أنواعه؟

    بصورة عامة ومن الناحية الشكلية (المورفولوجية) ، يمكن تصنيف موت الخلايا إلى أربعة أشكال مختلفة: 

    موت الخلايا المبرمج ، apoptosis

    والالتهام الذاتي ، autophagy

    والنخر ، necrosis

    والانطواء entosis 

    وهناك أنواع أخرى من الموت الخلوي ليس هنا مجال لذكرها. 

    موت الخلايا المبرمج ،apoptosis ، هو أسرع شكل من أشكال موت الخلايا ويحدث بشكل أساسي اعتمادًا على سلسلة انزيمات محللة للبروتين caspases. الالتهام الذاتي autophagy، باعتباره موت الخلايا من النوع الثاني، هو عملية تدهور لإزالة البروتينات التالفة والعضيات المختلة وظيفيًا وتبدأ بتكوين جسيم البلعمة الذاتية autophagosome. النخرnecrosis هو نوع من موت الخلايا من النوع الثالث، والذي يحتوي على تنوع كبير في عمليات موت الخلايا، مثل التثقب والتشقق. الانطواء entosis هو نوع من موت الخلايا الرابع، ويعرض سمات خلوية "أي خلية في بطن خلية" ويتطلب تنفيذ عملية ابتلاع الخلايا.

    يمثل موت الخلية، كقرار خلوي نهائي عملية حاسمة للحفاظ على التوازن بين الأعضاء من حيث حجمها وعدد الخلايا لكل منها. تموت حوالي 10 مليارات خلية كل يوم لمجرد الحفاظ على التوازن مع أعداد الخلايا الجديدة الناشئة من الخلايا الجذعية في الجسم. هذه المذبحة يحتاج لتنظيمها نظام متوازن ودقيق. وهذا التوازن الطبيعي ليس مجرد عملية سلبية بل يتم تنظيمه من خلال برمجية دقيقة. تعمل نفس الآليات على "إزالة" الخلايا التالفة. مع تقدم العمر، قد تكون الاستجابات لتلف الحمض النووي أقل تحكماً، مما يساهم في الإصابة بالأمراض التنكسية degenerative. بدلاً من ذلك، قد تكون الاستجابات منخفضة وبطيئة، مما يساهم في زيادة احتمال الإصابة بالسرطان.

    أدت التصنيفات والتسميات المختلفة إلى حدوث ارتباك كبير في تحديد موت الخلية. لكن مع ذلك لكل نوع سمات مميزة يمكن تركيبها في نظام تصنيف بسيط، حيث يتم تصنيف كيانات موت الخلية بشكل أساسي إلى موت الخلية المبرمج (PCD) أو غير مبرمج  بناءً على اعتمادها على الإشارات أو الأوامر الخارجية والداخلية.

     

    لماذا تعد دراسة الموت الخلوي مهمة؟ ما هي أهم المجالات التي يسهم فيها تقدم معرفتنا بالموت الخلوي؟

    تكمن اهمية دراسة الموت الخلوي لدوره المهم الذي يلعبه في الفعاليات الحيوية، سواء الفسيولوجية أو المرضية. يعد موت الخلايا الفسيولوجي جزءًا مهمًا من النمو وتكاثر الخلايا والجوانب المختلفة للدفاعات المناعية. أما موت الخلايا الباثولوجي فهو عنصر من أهم الأمراض التي تصيب المجتمع الحديث. للموت الخلوي دور في كثير من العمليات البيولوجية، بما في ذلك التطور الجنيني والشيخوخة والعديد من الأمراض. ومن خلاله تعمل العديد من العلاجات الحالية (مثل مضادات الالتهاب غير الستيرويدية والعلاجات المضادة للسرطان) ولأنه تم تحديد الآليات الجزيئية المشاركة في إشارات الموت والتنظيم الجيني وتحديد المؤثرات فقد تم تطوير علاجات جديدة تهدف إلى تعديل موت الخلايا ومن المرجح أن تستخدم هذه الطرق في معالجة الأمراض الشائعة في السنين المقبلة.

    تظهر لنا البحوث في هذا المجال أن العديد من الأمراض البشرية تنجم عندما تموت الخلايا التي لا ينبغي أن تعيش أو لموت خلايا صحية. وبالتالي، فإن تعديل عمليات موت الخلايا المبرمج قد يوفر طرقاً قيمة للعلاج. من المعروف الآن أن العديد من الأدوية الموجودة  تعمل عن طريق تغيير مست...

  • تقرير من 4000 صفحة صادر بلهجة جازمة من اللجنة الدولية للتغير المناخي يحذرنا مما سيحدث في العقود القادمة من تغير مناخي. الباحث في الرياضيات والمناخ بجامعة كورك والكاتب في العلوم الحقيقية حسن مازن يأخذنا بجولة سريعة حول ما ورد في التقرير ومنه نبذة حول ما يجب أن نخشاه في المنطقة العربية والشرق الأوسط:
    معنا في هذه الحلقة من بودكاست العلوم الحقيقية الكاتب في العلوم الحقيقية والباحث في الرياضيات حسن مازن والذي له بحوث تجمع بين الرياضيات والمناخ وقد قمنا باستضافته سابقاً في هذا البودكاست وقد تم الاستشهاد بدراسته[1] ضمن 14 الف مصدر آخر في تقرير التغير المناخي الصادر عن اللجنة الدولية للتغير المناخي[2] فأهلا وسهلا بك حسن.

    نص الحوار على موقع العلوم الحقيقية: https://real-sciences.com/?p=14282

    رابط البودكاست:

    https://podcasts.google.com/feed/aHR0cHM6Ly9yZWFsLXNjaWVuY2VzLmNvbS9mZWVkL3BvZGNhc3Qv/episode/aHR0cHM6Ly9yZWFsLXNjaWVuY2VzLmNvbS8_cD0xNDI4Mg?sa=X&ved=0CAUQkfYCahcKEwiQ2b7Z-p7zAhUAAAAAHQAAAAAQAQ



    لعلنا نبدأ بتعريف اللجنة الدولية للتغير المناخي وحيثيات تأسيسها والتساؤل حول مدى دورية هذا التقرير والأساس الذي يصدر وفقه؟

    اللجنة الدولية للتغير المناخي هي لجنة تابعة للأمم المتحدة وبالتحديد هي تابعة للمنظمة الدولية للمناخ وقد تأسست سنة 1988 وكانت مهمتها تتركز على انشاء تقارير حول التغير المناخي وكان الموضوع قد بدأ بالظهور الى السطح في حينها. اللجنة مؤلفة من مجموعة علماء من مجموعة دول وعدد الدول الأعضاء في اللجنة هو 195، واللجنة لا تمول ابحاثاً حول التغير المناخي بل تتابع الأبحاث المنشورة وتصدر تقارير حولها. وقد أصدرت اللجنة حتى الآن خمس نسخ من التقرير التقييمي الذي تكلمت انت عنه وقد صدرت النسخة السادسة وهي التي سنتكلم عنها الآن. كما تصدر تقارير مختصة أيضاً كل فترة. الإصدارات السابقة من التقرير التقييمي صدرت كان أولها سنة 1990 بعد سنتين من تأسيس اللجنة ثم تقرير آخر عام 1995، ثم 2001، 2007 والذي حازت اللجنة بسببه على جائزة نوبل للسلام بالمناصفة مع ناشط البيئة ال غور السياسي الأمريكي. وفي عام 2014 أصدروا تقريراً آخر وقد كان به تفاصيل كثيرة وقد اتخذ اساساً لما اتفقت عليه الدول في اتفاق باريس. اللجنة  هي لجنة دولية وقد تكون خاضعة لبعض الآراء السياسية لكنها تتمتع بمصداقية كبيرة في المجتمع الدولي وتتم المصادقة على نتائجها من جميع الدول الأعضاء.

     

    الفت النظر للمستمعين ان حجم التقرير هو 4000 صفحة وهو من اكبر الملفات العلمية التي اطلعت عليها، وانت من نبهني اليه، فهل لك ان تحدثنا عنه؟

    ما ابهرني اكثر بالتقرير هو أنهم راجعوا 14 الف ورقة بحثية، وكانت هذه المرة الأولى التي يشير فيها التقرير الى ما يسمى نقاط التحول في التغير المناخي (tipping points). كما وجدت الأهم بالتقرير هو لغة الجزم الواردة في التقرير والتي كانت غير مألوفة في التقارير العلمية والغرض منها هو التأثير السياسي على صانعي القرار، وكأن التقرير يثبت بما لا يدع مجالا للنقاش أن نشاط البشر الصناعي هو المسبب للتغير المناخي، وأنا اجد ذلك لافتاً للنظر وجديداً بالمقارنة مع التقارير التي أصدرتها اللجنة سابقاً.

     

    ما هو تاريخ دراسة التغير المناخي ومتى بدأ يصبح موضعاً للاهتمام، هل يمكن ان نجد فيه أبحاث قديمة أم أنه امر بدأ البشر بالعمل عليه مؤخراً؟

    دراسة تأثير غازات الدفيئة، او غازات الاحتباس الحراري بدأ يثير الانتباه في منتصف القرن العشرين تقريباً. كارل ساغان كان أحد الأوائل ممن التفتوا لهذا الأمر مبكراً وكان احد أوائل الناشطين في مجال التغير المناخي والسبب كان متعلقاً بمجال دراسته وهو دراسة المناخ في كواكب المجموعة الشمسية. وتحديداً قضية كوكب الزهرة، كونه ثاني اقرب كوكب للشمس، وهو تقريبا نفس الحجم والكتلة والكثافة مع الأرض لكن مع فرق ارتفاع نسبة ثنائي أوكسيد الكاربون في الغلاف الجوي للزهرة، وعندما نقارن درجة الحرارة بين الزهرة والأرض فإنها بالمعدل 470 درجة مئوية على الزهرة، في حين أنها بالمعدل16 درجة مئوية على الأرض وهذا فرق كبير جداً بين الاثنين. يمكن ان نقول ان قرب الزهرة من الشمس هو ما يجعله بهذه الحرارة، لكن عندما نقارن مع عطارد الذي هو اقرب للشمس فإن له معدل حرارة اقل بـ 30 درجة مئوية من الزهرة وهذا كبير جداً، تخيل أن جميع اتفاقيات التغير المناخي تتكلم عن درجتين مئويتين بالمعدل في حين نجد 30 درجة مئوية بين الزهرة وعطارد والسبب في ذلك هو كثافة الغلاف الجوي للزهرة وهذا ما دفع كارل ساغان ليكون من أوائل ناشطي التغير المناخي في السبعينات والثمانينات. أدت جهود ساغان الى تأسيس لجان في الأمم المتحدة حول غازات الدفيئة وقادت العملية الى تأسيس اللجنة الدولية للتغير المناخي بعدها.