Avsnitt

  • نهايات غامضة - يحيى المشد

    تأليف: أحمد القصبى

    إخراج: هشام محب

    يحيى المَشَدّ (1932- 14 يونيو 1980) هو عالم ذرَّة مصري وأستاذ جامعي، درّسَ في العراق في الجامعة التكنولوجية قسم الهندسة الكهربائية، وقاد برنامج العراق النووي. قُتل المشد في حجرته بفندق في باريس في يونيو 1980، في عملية منسوبة بصفة كبيرة للموساد.

    نشأته ومؤهلاته

    وُلد يحيى المشد في مصر مدينه بنها 1932، وتعلم في مدارس مدينة طنطا وتخرج في قسم الكهرباء بكلية الهندسة جامعة الإسكندرية سنة 1952م. ومع انبعاث المد العربي سنة 1952، اُختير لبعثة الدكتوراه إلى لندن سنة 1956، لكن العدوان الثلاثي على مصر حوّله إلى موسكو. تزوج وسافر وقضى في موسكو ست سنوات، عاد بعدها الدكتور يحيى المشد سنة 1963 متخصصاً في هندسة المفاعلات النووية.

    وظيفته

    عند عودته لمصر انضم إلى هيئة الطاقة النووية المصرية حيث كان قام بعمل أبحاث، ثم انتقل إلى النرويج بين سنتيّ 1966 و 1964، وعاد بعدها أستاذاً مساعداً بكلية الهندسة جامعة الإسكندرية وما لبث أن تمت ترقيته إلى "أستاذ"، وقام بالإشراف على الكثير من الرسائل الجامعية ونشر أكثر من 50 بحثا.

    بعد النكسة

    بعد حرب يونيو 1967 تم تجميد البرنامج النووي المصري، مما أدّى إلى إيقاف الأبحاث في المجال النووي بمصر.

    أصبح الوضع أصعب بالنسبة له بعد حرب أكتوبر 1973 حيث تم تحويل الطاقات المصرية إلى اتجاهات أخرى، وهو الأمر الذي لم يساعده على الإبداع، فأدى ذلك إلى ذهابه إلى العراق ليبدع في أبحاثه في المجال النووي.

    في العراق

    كان لتوقيع صدام حسين في 18 نوفمبر 1975 اتفاقية التعاون النووي مع فرنسا أثره في جذب العلماء المصريين إلى العراق، فانتقل يحيى المشدّ للعمل بالعراق. رفض بعض شحنات اليورانيوم الفرنسية لمخالفتها المواصفات.

    أصرت فرنسا بعدها على حضوره شخصيا إلى فرنسا لتنسيق استلام اليورانيوم.

    اغتياله

    في يوم الجمعة 13 يونيو عام 1980م وفي حجرته رقم 941 بفندق الميريديان بباريس، عُثر على الدكتور يحيى المشد جثة هامدة، مُهشم الرأس ودماؤه تغطي سجادة الحجرة بعد أن اغتالته مخابرات الموساد الإسرائيلية. وأُغلق التحقيق الذي قامت به الشرطة الفرنسية على أن الفاعل مجهول. هذا ما أدت إليه التحقيقات الرسمية التي لم تستطع أن تعلن الحقيقة التي يعرفها كل العالم العربي وهي أن الموساد وراء اغتيال المشد.

    والحكاية تبدأ بعد حرب يونيه 1967م عندما توقف البرنامج النووي المصري تماما، ووجد كثير من العلماء والخبراء المصريين في هذا المجال أنفسهم مجمدين عن العمل الجاد أو مواصلة الأبحاث في مجالهم، وبعد حرب 1973 م وبسبب الظروف الاقتصادية لسنوات الاستعداد للحرب أعطيت الأولوية لإعادة بناء الحياة من جديد في مشروعاته المجمدة.

    البداية في العراق في ذلك الوقت وبالتحديد في مطلع 1975 م كان صدام حسين نائب الرئيس العراقي وقتها يملك طموحات كبيرة لامتلاك كافة أسباب القوة؛ فوقّع في 18 نوفمبر عام 1975 م اتفاقاً مع فرنسا للتعاون النووي.. من هنا جاء عقد العمل للدكتور يحيى المشد العالم المصري والذي يعد من القلائل البارزين في مجال المشروعات النووية وقتها، ووافق المشد على العرض العراقي لتوافر الإمكانيات والأجهزة العلمية والإنفاق السخي على مشروعات البرنامج النووي العراقي.

    وكعادة الاغتيالات دائما ما تحاط بالتعتيم الإعلامي والسرية والشكوك المتعددة حول طريقة الاغتيال.

    ملابسات الاغتيال

    أول ما نسبوه للدكتور يحيي المشد أن الموساد استطاع اغتياله عن طريق مومس فرنسية، إلا أنه ثبت عدم صحة هذا الكلام؛ حيث أن "ماري كلود ماجال" أو "ماري إكسبريس" كشهرتها –الشاهدة الوحيدة- وهي امرأة ليل فرنسية كانت تريد أن تقضي معه سهرة ممتعة، أكدت في شهادتها أنه رفض تمامًا مجرد التحدث معها، وأنها ظلت تقف أمام غرفته لعله يغيّر رأيه؛ حتى سمعت ضجة بالحجرة.. ثم اغتيلت أيضاً هذه الشاهدة الوحيدة. كما تدافع عنه وبشدة زوجته "زنوبة علي الخشاني" حيث قالت: "يحيى كان رجلا محترما بكل معنى الكلمة، وأخلاقه لا يختلف عليها اثنان، ويحيى قبل أن يكون زوجي فهو ابن عمتي، تربينا سويًّا منذ الصغر؛ ولذلك أنا أعلم جيدًا أخلاقه، ولم يكن له في هذه "السكك" حتى إنه لم يكن يسهر خارج المنزل، إنما كان من عمله لمنزله والعكس…".

    وقيل أيضاً: إن هناك شخصاً ما استطاع الدخول إلى حجرته بالفندق وانتظره حتى يأتي، ثم قتله عن طريق ضربه على رأسه، وإذا كان بعض الصحفيين اليهود قد دافعوا عن الموساد قائلين: إن جهاز الموساد لا يستخدم مثل هذه الأساليب في القتل؛ فالرد دائماً يأتي: ولماذا لا يكون هذا الأسلوب اتُّبع لكي تبتعد الشبهات عن الموساد؟! ودليل ذلك أن المفاعل العراقي تم تفجيره بعد شهرين من مقتل المشد، والغريب أيضا والمثير للشكوك أن الفرنسيين صمّموا على أن يأتي المشد بنفسه ليتسلم شحنة اليورانيوم، رغم أن هذا عمل يقوم به أي مهندس عادي كما ذكر لهم في العراق بناء على رواية زوجته، إلا أنهم في العراق وثقوا فيه بعدما استطاع كشف أن شحنة اليورانيوم التي أرسلت من فرنسا غير مطابقة للمواصفات، وبالتالي أكدوا له أن سفره له أهمية كبرى. السياسة والصداقة الغريب أنه بعد رجوع أسرة المشد من العراق؛ قاموا بعمل جنازة للراحل، ولم يحضر الجنازة أي من المسئولين أو زملاؤه بكلية الهندسة إلا قلة معدودة.. حيث إن العلاقات المصرية العراقية وقتها لم تكن على ما يرام بعد توقيع اتفاقية كامب ديفيد، وأصبحت أسرة المشد الآتية من العراق لا تعرف ماذا تفعل بعد رحيل المشد، لولا المعاش الذي كانت تصرفه دولة العراق والذي صُرف بناء على أوامر من صدام حسين مدى الحياة (رغم أنه توقف بعد حرب الخليج).. ومعاش ضئيل من الشئون الاجتماعية التي لم تراع وضع الأسرة أو وضع العالم الكبير. كما أن الإعلام المصري لم يسلط الضوء بما يكفي على قصة اغتيال المشد رغم أهميتها، ولعل توقيت هذه القصة وسط أحداث سياسية شاحنة جعلها أقل أهمية مقارنة بهذه الأحداث!! وبقي ملف المشد مقفولاً، وبقيت نتيجة التحريات أن الفاعل مجهول.. وأصبح المشد واحداً من سلسلة من علماء العرب المتميزين الذين تم تصفيتهم على يد الموساد..

    اعتراف إسرائيل والولايات المتحدة

    اعترفت إسرائيل والولايات المتحدة رسميًا باغتيال العالم المصري يحيى المشد، من خلال فيلم تسجيلي مدته 45 دقيقة، عرضته قناة «ديسكفري» الوثائقية الأمريكية تحت عنوان «غارة على المفاعل»، وتم تصويره بالتعاون مع الجيش الإسرائيلي.

    يتناول الفيلم تفاصيل ضرب المفاعل النووي العراقي عام 1981، وفي هذا السياق كان لا بد للفيلم من التعرض لعملية اغتيال يحيى المشد في الدقيقة 12:23، باعتبارها «خطوة تأمينية ضرورية لضمان القضاء الكامل على المشروع النووي العراقي».

    وعلق فان جاريت: «الموساد أراد توصيل رسالة تثبت أن باستطاعته فعل أشياء وقد فعلوها»، مضيفا: «لقد اكتشف الموساد أن فرنسا على وشك شحن قلب المفاعل إلى بغداد، حيث قامت بوضعه في مخزن حربي بإحدى المدن الفرنسية، ووضعوا عبوتين ناسفتين لتدمير المكان، لكنهم رأوا أن العراقيين يمكنهم تصليح المفاعل خلال 6 أشهر، ولهذا قرر الموساد الانتظار 6 أشهر أخرى».

    يذكر الفيلم أن الموساد «استطاع اختراق مفوضية الطاقة الذرية الفرنسية، واستطاع تحديد شخصية عالم مصري بارز وهو يحيى المشد يعمل لصالح صدام حسين في باريس، وعرضت عليه المخابرات الإسرائيلية الجنس والمال والسلطة مقابل تبادل معلومات حول المفاعل، وعندما وجد الموساد أن المشد لا يهتم بالتعاون معهم قرروا القضاء عليه».

    وينتقل الفيلم إلى المعلق عارضًا مشاهد للفندق الفرنسي وصورًا للعالم، حيث يقول المعلق: «يوم السبت الموافق 14 يونيو 1980، حجز الدكتور المشد في فندق ميريديان باريس، لكن عملاء الموساد دخلوا وقتلوه».

    Podcast Record

  • نهايات غامضة - سميرة موسى

    تأليف: أحمد القصبى

    إخراج: هشام محب

    سميرة موسى (3 مارس 1917 – 5 أغسطس 1952) ولدت في قرية سنبو الكبرى مركز زفتى بمحافظة الغربية، وهي أول عالمة ذرة مصرية، وأول معيدة في كلية العلوم بجامعة فؤاد الأول (جامعة القاهرة حاليًا).

    النشأة

    ولدت سميرة موسى في 3 مارس 1917 بقرية سنبو الكبرى، مركز زفتى، محافظة الغربية، مصر. كان والدها يتمتع بمكانة اجتماعية مرموقة بين أبناء قريته، فكان منزله بمثابة مجلس يلتقي فيه أهل القرية ليناقشوا كافة الأمور السياسية والاجتماعية. وقد كان لها من الشقيقات واحدة، ومن الأشقاء اثنان. التحقت سميرة موسى بمدرسة «سنبو» الأولى، وحفظت أجزاء من القرآن، وكانت مهتمة بقراءة الصحف. انتقل والدها مع ابنته إلى القاهرة من أجل تعليمها، واشترى ببعض أمواله فندقا في حي الحسين حتى يستثمر أمواله في الحياة القاهرية. التحقت سميرة بمدرسة قصر الشوق الابتدائية ثم بمدرسة بنات الأشراف الثانوية الخاصة، والتي قامت على تأسيسها وإدارتها نبوية موسى الناشطة النسائية السياسية المعروفة.

    الدراسة

    حصلت سميرة على الجوائز الأولى في جميع مراحل تعليمها، حيث كانت الأولى على الشهادة التوجيهية عام 1935، ولم يكن فوز الفتيات بهذا المركز مألوفا في ذلك الوقت، إذ لم يكن يسمح لهن بدخول امتحانات التوجيهية إلا من المنازل، حتى تغير هذا القرار عام 1925 بإنشاء مدرسة الأميرة فايزة، وهي أول مدرسة ثانوية للبنات في مصر.

    كان لتفوّقها المستمر أثر كبير على مدرستها، حيث كانت الحكومة تقدم معونة مالية للمدرسة التي يخرج منها الأول، مما دفع ناظرة المدرسة نبوية موسى إلى شراء معمل خاص حينما سمعت يوما أن سميرة تنوي الانتقال إلى مدرسة حكومية يتوفر فيها معمل. يذكر عن نبوغها أنها قامت بإعادة صياغة كتاب الجبر الحكومي في السنة الأولى الثانوية، وطبعته على نفقة أبيها الخاصة، ووزّعته بالمجان على زميلاتها عام 1933.

    المشوار الجامعي

    اختارت سميرة موسى كلية العلوم جامعة القاهرة، على الرغم من أن مجموعها كان يؤهلها لدخول كلية الهندسة حينما كانت أمنية أي فتاة في ذلك الوقت هي الالتحاق بـكلية الآداب، وهناك لفتت نظر أستاذها الدكتور علي مصطفى مشرفة، وهو أول مصري يتولي عمادة كلية العلوم. تأثرت به تأثرا مباشرا؛ ليس فقط من الناحية العلمية بل أيضا بالجوانب الاجتماعية في شخصيته.

    المؤهلات

    حصلت سميرة موسى على بكالوريوس العلوم، وكانت الأولى على دفعتها، فعُيّنت معيدة بكلية العلوم، وذلك بفضل جهود د/مصطفى مشرفة الذي دافع عن تعيينها بشدة، وتجاهل احتجاجات الأساتذة الأجانب (الإنجليز).

    اهتماماتها النووية

    حصلت على شهادة الماجستير في موضوع التواصل الحراري للغازات.

    سافرت في بعثة إلى بريطانيا درست فيها الإشعاع النووي، وحصلت على الدكتوراة في الأشعة السينية وتأثيرها على المواد المختلفة.

    معادلة هامة توصلت اليها

    أنجزت الرسالة في عام وخمسة أشهر، وقضت السنة الثانية في أبحاث متصلة توصلت من خلالها إلى معادلة هامة (لم تلقَ قبولا في العالم الغربي آنذاك) تُمكن من تفتيت المعادن الرخيصة مثل النحاس، ومن ثم صناعة القنبلة الذرية من مواد قد تكون في متناول الجميع، ولكن لم تدوِّن الكتب العلمية العربية الأبحاث التي توصلت إليها د/سميرة موسى.

    اهتماماتها السياسية

    كانت تأمل أن يكون لمصر وللوطن العربي مكان وسط هذا التقدم العلمي الكبير، حيث كانت تؤمن بأن زيادة ملكية السلاح النووي يسهم في تحقيق السلام، لأن أي دولة تتبني فكرة السلام لا بد وأن تتحدث من موقف قوة. فقد عاصرت ويلات الحرب وتجارب القنبلة الذرية التي دمّرت هيروشيما وناجازاكي في عام 1945، ولفت انتباهها الاهتمام المبكر من إسرائيل بامتلاك أسلحة الدمار الشامل وسعيها للانفراد بالتسلّح النووي في المنطقة.

    قامت بتأسيس هيئة الطاقة الذرية بعد ثلاثة أشهر فقط من إعلان الدولة الإسرائيلية عام 1948. كما حرصت على إيفاد البعثات للتخصص في علوم الذرة، فكانت دعواتها المتكررة إلى أهمية التسلح النووي، ومجاراة هذا المد العلمي المتنامي. كما نظمت مؤتمر الذرة من أجل السلام الذي استضافته كلية العلوم، وشارك فيه عدد كبير من علماء العالم.

    اهتماماتها الذرية في المجال الطبي

    كانت تأمل أن تسخر الذرة لخير الإنسان، وتقتحم مجال العلاج الطبي، حيث كانت تقول:

    «أمنيتي أن يكون علاج السرطان بالذرة مثل الأسبرين.»

    كما كانت عضوا في كثير من اللجان العلمية المتخصصة، وعلى رأسها «لجنة الطاقة والوقاية من القنبلة الذرية» التي شكلتها وزارة الصحة المصرية.

    هواياتها الشخصية

    كانت د. سميرة مولعة بالقراءة، وحرصت على تكوين مكتبة كبيرة تضم كتبا متنوعة منها: الأدب، والتاريخ، وكتب السير الذاتية. وقد تم التبرع بها إلى المركز القومي للبحوث. كما أجادت استخدام النوتة، والموسيقى، وفن العزف على العود، بالإضافة إلى تنمية موهبتها الأخرى في فن التصوير بتخصيص جزء من بيتها للتحميض والطبع. وكانت تحب التريكو والحياكة، وتقوم بتصميم ملابسها وحياكتها بنفسها.

    نشاطاتها الاجتماعية والإنسانية

    شاركت د. سميرة في جميع الأنشطة الحيوية حينما كانت طالبة بكلية العلوم، حيث انضمت إلى ثورة الطلاب في نوفمبر عام 1932، والتي قامت احتجاجًا على تصريحات اللورد البريطاني «صمويل».

    شاركت في مشروع القرش لإقامة مصنع محلي للطرابيش وكان علي مصطفى مشرفة من المشرفين على هذا المشروع.

    شاركت في جمعية الطلبة للثقافة العامة والتي هدفت إلى محو الأمية في الريف المصري.

    شاركت في جماعة النهضة الاجتماعية والتي هدفت إلى تجميع التبرعات لمساعدة الأسر الفقيرة.

    كما انضمت أيضًا إلى جماعة إنقاذ الطفولة المشردة، وإنقاذ الأسر الفقيرة.

    مؤلفاتها

    تأثرت د/سميرة بإسهامات المسلمين الأوائل، وبأستاذها علي مصطفى مشرفة. وقد كتبت مقالة حول دور محمد بن موسى الخوارزمي في إنشاء علوم الجبر. ولها أيضا عدة مقالات تتناول بصورة مبسطة عن الطاقة الذرية، وأثرها، وطرق الوقاية منها، وتشرح تاريخ الذرة وتكوينها، والانشطار النووي وآثاره المدمرة، وخصائص الأشعة وتأثيرها البيولوجي.

    سفرها للخارج

    سافرت سميرة موسى إلى بريطانيا ثم إلى الولايات المتحدة للدراسة في جامعة أوكوردج بولاية تنيسي الأمريكية. ولم تنبهر ببريقها أو تنخدع بمغرياتها، ففي خطاب إلى والدها قالت:

    «ليست هناك في أمريكا عادات وتقاليد كتلك التي نعرفها في مصر، يبدو أن كل شيء ارتجاليا. فالأمريكان خليط من مختلف الشعوب، كثيرون منهم جاءوا إلى هنا لا يحملون شيئاً على الإطلاق فكانت تصرفاتهم في الغالب كتصرف زائر غريب يسافر إلى بلد يعتقد أنه ليس هناك من سوف ينتقده لأنه غريب.»

    مقتلها

    استجابت الدكتورة سميرة إلى دعوة للسفر إلى الولايات المتحدة في عام 1952، حيث أُتيحت لها الفرصة لإجراء أبحاث في معامل جامعة سانت لويس بولاية ميسوري الأمريكية، وتلقّت عروضا للبقاء هناك لكنها رفضت. وقبل عودتها بأيام استجابت لدعوة لزيارة معامل نووية في ضواحي كاليفورنيا في 5 أغسطس، وفي طريق كاليفورنيا الوعر المرتفع ظهرت سيارة نقل فجأة، لتصطدم بسيارتها بقوة، وتلقي بها في وادٍ عميق. وقد تمكّن سائق السيارة- زميلها الهندي الذي كان يحضر الدكتوراه- من النجاة، حيث قفز من السيارة، واختفى إلى الأبد.

    بداية الشك في حقيقة مصرعها

    أوضحت التحرّيات أن السائق كان يحمل اسما مستعارا، وأن إدارة المفاعل لم تبعث بأحد لاصطحابها. وقد كانت سميرة موسى تقول لوالدها في رسائلها:

    «لو كان في مصر معمل مثل المعامل الموجودة هنا كنت أستطيع أن أصنع أشياء كثيرة.»

    وعلّق محمد الزيات مستشار مصر الثقافي في واشنطن وقتها أن كلمة «أشياء كثيرة» كانت تعني بها أن في قدرتها اختراع جهاز لتفتيت المعادن الرخيصة إلى ذرات عن طريق التوصيل الحراري للغازات، ومن ثم تصنيع قنبلة ذرية رخيصة التكلفة. في آخر رسالة لها كانت تقول:

    «لقد استطعت أن أزور المعامل الذرية في أمريكا، وعندما أعود إلى مصر سأقدِّم لبلادي خدمات جليلة في هذا الميدان، وسأستطيع أن أخدم قضية السلام.»

    ، حيث كانت تنوي إنشاء معمل خاص لها في منطقة الهرم بـمحافظة الجيزة.

    لا زالت الصحف تتناول قصة سميرة موسى وملفها الذي لم يُغلق، وإن كانت الدلائل تشير - طبقا للمراقبين - إلى أن الموساد هو الذي يقف وراء اغتيالها جزاء لمحاولتها نقل العلم النووي إلى مصر والوطن العربي في تلك الفترة المبكرة.

    تكريم الدولة لسميرة موسى

    تم تكريمها من قبل الجيش المصري في عام 1953.

    لم تنس مصر ابنتها العظيمة، فقد قامت بتكريمها عندما منحها الرئيس الراحل محمد أنور السادات وسام العلوم والفنون من الطبقة الأولى عام 1981.

    أُطلق اسمها على إحدى مدارس وزارة التربية والتعليم بقريتها. كما سُمّيت إحدى معامل كليتها باسمها.

    قُرر إنشاء قصر ثقافة يحمل اسمها في قريتها عام 1998.

    تم تسجيل قصتها في سيرة ذاتية بعنوان «اغتيال العقل العربي: سيرة ذاتية لأولى شهداء العلم د.سميرة موسى».

    Podcast Record

  • Saknas det avsnitt?

    Klicka här för att uppdatera flödet manuellt.

  • نهايات غامضة - عباس حلمي الأول

    عباس باشا الأول (1 يوليو 1813 - 13 يوليو 1854)، حاكم مصر بين عامي 1848 - 1854، وأحد حكام الأسرة العلوية التابعة اسميا للدولة العثمانية، ويعتبر البعض عهده عهد رجعية وقفت فيه حركة التقدم والنهضة التي ظهرت في عهد جده محمد علي باشا.

    نشأته وأعماله قبل الحكم

    عباس حلمي الأول

    هو ابن أحمد طوسون باشا بن محمد علي باشا. لم يرث عن جده مواهبه وعبقريته، ولم يشبه عمه إبراهيم في عظمته وبطولته، بل كان قبل ولايته الحكم وبعد أن تولاه خلوًا من المزايا والصفات التي تجعل منه ملكًا عظيمًا يضطلع بأعباء الحكم ويسلك البلاد سبيل التقدم والنهضة. ولد بمدينة جدة عام 1813 ثم انتقل لاحقًا إلى القاهرة، بذل جده محمد علي شيئا من العناية في تعويده ولاية الحكم إذ كان أكبر أفراد الأسرة العلوية سنًا وبالتالي أحقهم بولاية الحكم بعد عمه إبراهيم باشا، فعهد إليه بالمناصب الإدارية والحربية. فتقلد من المناصب الإدارية منصب مدير الغربية، ثم منصب الكتخدائية التي كانت بمنزلة رئاسة الناظر. ولم يكن في إدارته مثلًا للحاكم البار بل كان له من التصرفات ما ينم عن القسوة، وكان يبلغ جده نبأ بعض هذه التصرفات فينهاه عنها ويحذره من عواقبها ولكن طبيعته كانت تتغلب على نصائح جده وأوامره.

    ومن الجهة الحربية اشترك مع عمه إبراهيم باشا في الحرب بالشام، وقاد فيها إحدى الفيالق، ولكنه لم يتميز فيها بعمل يدل على البطولة أو الكفاءة الممتازة. وبالتالي لم تكن له ميزة تلفت النظر، سوى أنه حفيد رجل أسس ملكًا كبيرًا فصار إليه هذا الملك، دون أن تؤول إليه مواهب مؤسسة، فكان شأنه شأن الوارث لتركة ضخمة جمعها مورثه بكفاءته وحسن تدبيره وتركها لمن يخلو من المواهب والمزايا. وكان عمه إبراهيم باشا لا يرضيه منه سلوكه وميله إلى القسوة، وكثيرًا ما نقم عليه نزعته إلى إرهاق الآهلين، حتى اضطره إلى الهجرة لمكان ولادته جدة وبقي هناك إلى أن داهم الموت عمه إبراهيم باشا.

    ولايته الحكم

    كان في جدة عندما توفي عمه إبراهيم باشا، فاستدعي إلى مصر ليخلفه على سدة الحكم تنفيذًا لنظام التوارث القديم الذي يجعل ولاية الحكم للأرشد فالأرشد من نسل محمد علي، وتولى الحكم في 24 نوفمبر سنة 1848.

    عن فترة حكمه

    تولى الحكم لمدة خمس سنوات ونصفًا، وكان يبدو خلالها غريب الأطوار في حياته، كثير التطير، فيه ميل إلى القسوة، سيئ الظن بالناس، ولهذا كان كثيراً ما يأوي إلى العزلة، ويحتجب بين جدران قصوره. وكان يتخير لبنائها الجهات الموغلة في الصحراء أو البعيدة عن الأنس، ففيما عدا سراي الخرنفش وسراي الحلمية بالقاهرة، حيث بنى قصرًا بصحراء الريدانية التي تحولت إلى العباسية أحد أشهر أحياء القاهرة والتي سميت من ذلك الحين باسمه، وكانت في ذلك الوقت في جوف الصحراء، وقد شاهد الميسو فرديناند دي لسبس هذا القصر سنة 1855 فراعته ضخامته وذكر أن نوافذه بلغت 2000 نافذة، وهذا وحده يعطي فكرة عن عظمة القصر واتساعه، فكأنه بنى لنفسه مدينة في الصحراء، كما بنى قصرًا آخر نائيًا في الدار البيضاء الواقعة بالجبل على طريق السويس ولا تزال آثاره باقية إلى اليوم. وقصر بالعطف ، كما بنى قصرًا في بنها على ضفاف النيل بعيدا عن المدينة، وهو القصر الذي قتل فيه.

    وقد أساء الظن بأفراد أسرته وبكثير من رجالات محمد علي باشا وإبراهيم باشا وخيّل له الوهم أنهم يتآمرون عليه فأساء معاملتهم وخشي الكثير منهم على حياتهم فرحل بعضهم إلى الأستانة والبعض إلى أوروبا خوفًا من بطشه، واشتد العداء بين الفريقين طول مدة حكمه. وبلغ به حقده على من يستهدفون غضبه أنه حاول قتل عمته "الأميرة نازلي هانم"، واشتدت العداوة بينهما حتى هاجرت إلى الأستانة خوفًا من بطشه. وقد سعى إلى أن يغير نظام وراثة العرش ليجعل ابنه إبراهيم إلهامي باشا خليفته في الحكم بدلًا من عمه محمد سعيد باشا ولكنه لم يفلح في مسعاه ونقم على عمه سعيد الذي كان بحكم سنه وليًا للعهد واتهمه بالتآمر عليه، واشتدت بينهم العداوة حتى اضطره أن يلزم الإسكندرية وأقام هناك بسراي القباري.

    وانتشرت الجاسوسية في عهده انتشارًا مخيفًا، فصار الرجل لا يأمن على نفسه من صاحبه وصديقه، وكان من يغضب عليه ينفيه إلى السودان ويصادر أملاكه. وكان ينفي المغضوب عليهم إلى أقصى السودان من الأمور المألوفة في ذلك العصر. وكان مولعًا بركوب الخيل والهجن، ويقطع بها المسافات البعيدة في الصحراء، وله ولع شديد باقتناء الجياد الكريمة حيث كان يجلبها من مختلف البلاد ويعني بتربيتها عناية كبرى، وبنى لها الإصطبلات الضخمة وأنفق عليها بسخاء شأنه شأن هواة الخيل.

    سياسته العامة

    يختلف عهده عن عصر محمد علي بأن حركة النهضة والتقدم والنشاط التي امتاز بها هذا العصر قد تراجعت في عهده، وهناك ظاهرة أخرى للفرق بين العهدين، إذ أن محمد علي كان يستعين بذوي العلم والخبرة من الفرنسيين في معظم مشاريع الإصلاح لكنه لكونه لم يفكر في تعهد هذه الإصلاحات قام بإقصاء معظم هؤلاء الخبراء واستغنى عنهم، وقد تضاءل النفوذ الفرنسي في عهده ولم يعد إلى الظهور إلا في عهد محمد سعيد باشا. وعلى العكس من انحسار النفوذ الفرنسي، فقد بدأ النفوذ الإنجليزي في عهده على يد القنصل البريطاني في مصر "مستر مري"، حيث كان له تأثير كبير عليه وله عنده كلمة مسموعة. ولا يعرف السبب الحقيقي لهذه المنزلة سوى أنه نتيجة المصادفة، إلا أنه قيل إنه كان يستعين به في السعي لدى الحكومة العثمانية بواسطة سفير إنجلترا لتغيير نظام وراثته العرش كي يؤول إلى ابنه "إلهامي"، وفي رواية أخرى أنه كان يستعين به وبالحكومة الإنجليزية ليمنع تدخل الدولة العثمانية في شؤون مصر، إذ كانت تريد تطبيق القانون الأساسي المعروف بالتنظيمات على مصر.

    علاقاته بالمنهج السلفي في الجزيرة العربية

    كان مؤيدًا للشيخ محمد بن عبد الوهاب، وقام بتهريب أحد أبنائه أثناء وجوده في السجون المصرية بعد أسره في المعركة التي خاضها إبراهيم باشا ضد الدولة السعودية الأولى. كما قام بإحياء شعيرة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في مصر.

    سبب تشويه سمعته وغموض عهده

    يقول الأستاذ طاهر الطناحي في مجلة الهلال (عدد ديسمبر 1939):

    أما السبب في غموض عهد عباس وتشويه سمعة حكمه فهو من صنع المؤرخين الأوروبيين الذين ساءهم منه اعتزاله الأجانب الذين كانوا يسعون بنشاط في نشر نفوذهم إلى سائر مرافق البلاد فأعرض عن كثير منهم وأراد أن يقوي الروح الوطنية في البلاد فأثار ذلك نفوسهم وتناولوه بالسعاية والذم واتهموه بالرجعية والجمود ومحاربة الإصلاح وكتب عنه مؤرخوهم فخلعوا عليه أوصاف القسوة والضعف والتأخر وألقوا على عهده سحبا كثيرة من الغموض وقد زعموا أنه أرجع البعثات العلمية التي أرسلها جده محمد علي الكبير إلى أوروبا ولم يرسل بعوثا أخرى وذكر البعض أنه لم يرسل غير 19 طالبا لوقت محدد والحق أن عباس باشا لم يقل عن جده محمد علي باشا الكبير عناية بالتعليم وإرسال البعثات إلى أوروبا.

    وفاته

    كانت وفاته اغتيالاً وذلك في قصره في بنها وخلفه عمه محمد سعيد باشا.

    زوجاته وأبناؤه

    الزوجة أبنائه منها

    ماهوش قادين إبراهيم إلهامي باشا

    شازدل قادين الجركسية مصطفى، حواء

    هواية قادين محمد صديق، عائشة

    همدم قادين

    برلانته هانم

    Podcast Record

  • نهايات غامضة - قانصوه الغوري

    تأليف: أحمد القصبى

    إخراج: هشام محب

    الأشرف أبو النصر قانصوه من بيبردى الغوري الجركسي الأصل، هو من سلاطين المماليك البرجية. ولد سنة (850 هـ- 1446 م). ثم امتلكه الأشرف قايتباي وأعتقه وجعله من جملة مماليكه الجمدارية ثم أصبح في حرسه الخاص وارتقى في عدة مناصب حتى ولي حجابة الحُجّاب بحلب. وفي دولة الأشرف جنبلاط عين وزيرا. بويع بالسلطنة سنة 906 هـ- 1500 م وظل في ملك مصر والشام إلى أن قتل في معركة مرج دابق شمال حلب سنة 1516. كان الغوري مغرماً بالعمارة فازدهرت في عصره، واقتدى به أمراء دولته في إنشاء العمائر، وقد خلف ثروة فنية جلها خيرية، بمصر وحلب والشام والأقطار الحجازية. واهتم بتحصين مصر فأنشأ قلعة العقبة وأبراج الإسكندرية. وجدد خان الخليلى فأنشأه من جديد وأصلح قبة الإمام الشافعى وأنشأ منارة للجامع الأزهر. وله مجموعة أثرية مهمة في حلب مكونة من أبنية وجامع ومدرسة.

    سلطنته

    بعد خلع العادل طومان باي اتفق زعماء المماليك على سلطنة الغوري بدلا منه، وقد كان الغوري حينها من أهم المماليك المقدمين كونه كان يشغل كل من الدودارية الكبرى والوزارة والاستادارية وكشف الكشاف عند العادل، وصار في آخر أيامه هو «الحركة» القاضي للكثير من الحوائج في الدولة، حتى أظهر تمرداً عليه بإمتناعه عن حضور مناسبة ختم البخاري عنده بالقلعة بعد أن كان العادل قد أرسل خلفه ليحضر. ولما أطيح بالعادل، كان الغوري من ضمن الأمراء المقدمين الذي ركبوا واجتمعوا سوياً لاختيار السلطان الجديد. ولم يكن اختيارهم له الا لكبر سنه (60 عاما حينها) وأن ليس له طموح سياسي، مما يجعل مسألة خلعه لصالح أحدهم يسيرة، فحملوه وأجلسوه رغْماً عنه على العرش وهو يبكي ولا يريد المُلك واشترط عليهم ألا يقتلوه وأن يبقوه حياً إذا أرادوا خلعه فوافقوا على ذلك وبايعوه جميعاً.

    ترسيخ حكمه

    خالف الغوري سريعاً توقعات خصومه من الأمراء إذ نجح في إبعاد كثيرين منهم وفرض ضرائب باهظة على آخرين واستأثر بالملك، وأظهر حنكة في إدارة شئون الدولة التي انخفضت إيراداتها بشدة بعد اكتشاف البرتغاليين لرأس الرجاء الصالح، إلا أن الإجراءات التي قام بها جلبت غضب الناس والمماليك عليه حيث فرض ضرائب باهظة وخفض الأجور مما أدى لحالة تذمر بين المماليك ولم يمنعهم من عزله إلا خوفهم من انعدام أجورهم بعد ذلك إذا عين أي سلطان اخر.

    الصراع مع البرتغال

    Crystal Clear app kdict.png مقالة مفصلة: الحرب البحرية البرتغالية المملوكية

    كان البرتغاليون في ذلك الوقت قد اكتشفوا طريق رأس الرجاء الصالح وسيطروا عليه وكانوا يتطلعون إلى البحر الأحمر من أجل تحقيق حلم السيطرة على كل طرق التجارة فاستولوا على الحبشة ثم هاجمت سفنهم سواحل مصر والحجاز في عهد السلطان الغوري وحاولوا كسب تعاطف باقي أوروبا معهم بإكساب حملتهم على دولة المماليك بعداً صليبياً وأعلنوا أن هدفهم الرئيسي هو الأراضي المقدسة في مكة والمدينة، أمر السلطان ببناء الشون وأرسل الحاميات البرية إلى السواحل لمنع تقدم البرتغاليين على الأرض، ثم بعد اكتمال جاهزية السفن بدأت معارك بحرية عنيفة وصفها ابن زنبل الرمّال في تأريخه نجحت فيها البحرية المملوكية في طرد السفن البرتغالية من البحر الأحمر والاحتفاظ به كبحيرة مملوكية مغلقة، ثم تقدمت سفن المماليك في المحيط الهندي وهاجمت القلاع البرتغالية على سواحل اليمن وعُمان وإيران وشرق أفريقيا ثم طورت هجومها باتجاه المستعمرات البرتغالية في الهند لمساندة حاكم كوجرات الهندية الموالية للمماليك وهزموا البرتغاليين بالفعل عام 1508 في معركة شاول إلا أن البرتغاليين تمكنوا من إعادة تجميع اسطولهم وهاجموا اسطول المماليك في معركة ديو 1509 فهزموهم هزيمة قاسية فانسحب المماليك واكتفوا بالسيطرة على البحر الأحمر.

    الصراع مع العثمانيين

    بدأ العثمانيون في الظهور كقوة صاعدة في المنطقة منذ النصف الأول من القرن الرابع عشر وعند قيام دولة بني عثمان أتخذ العثمانيون من مدينة "بورصة" في آسيا الصغرى عاصمة لهم وبمرور الوقت بدأت الدولة الفتية في التوسع حتى أستولت على منطقة آسيا الصغرى بأكملها وتوجت انتصارات العثمانيين بنجاح السلطان محمد الفاتح في فتح القسطنطينية عام 1453 ميلادية. و قد أتسمت العلاقات المصرية العثمانية في بادئ الأمر بسياسة المودة والتحالف حيث تحالفت الدولة المملوكية والدولة العثمانية ضد الخطر البرتغالي المهدد للسيادة المملوكية في البحر الأحمر وكذلك تحالفت الدولة المملوكية مع نظيرتها العثمانية ضد غارات المغول بقيادة تيمورلنك وبقايا الصليبيين. إلا انه سرعان ما تصاعدت حدة التوتر بين الدولتيين خاصة مع اقتراب حدود الدولة العثمانية مع أملاك المماليك.

    الدولة الصفوية

    ظهرت الدولة الصفوية الشيعية في الشرق في إيران والعراق عام 1501 وبرزت تطلعاتهم نحو الشام مبكراً، ففي عام 1507 قامت قوة صفوية بمهاجمة حامية ملطية التابعة للمماليك، ورد الغوري بقوة إذ أمر بحشد 1500 من قواته واستعدوا لحرب الصفويين وقبل أن تخرج القوة من القاهرة وصل رسل من الشاه إسماعيل الصفوي تقدم اعتذاراً عما حدث وزعموا أنه لخطأ ما، وبدا الرسل ريفيين أجلافاً وهم بداخل قصر القاهرة الأنيق مما حدا بقانصوه لإهمال الصفويين، وبرغم تكرارهم للهجمات لاحقا إلا أنه اكتفى بإرسال أمير عشرة لمعسكر الصفويين لأمرهم بالانسحاب. غير السلطان من نظرته للصفويين تماما عام 1511 إذ وقعت في يده رسائل من الشاه إسماعيل لملوك أوروبا يستحثهم على حرب المماليك والعثمانيين من الغرب بينما يهاجمهم هو من الشرق، أخذ السلطان التهديد الصفوي على محمل الجد وارتاب من تحركات الشاه إسماعيل. تطورت الأحداث بعد ذلك بين الشاه إسماعيل والسلطان سليم الأول سلطان العثمانيين وبدت الحرب على مقربة بينهم وبحث كل من الطرفين على مساعدة السلطان الغوري ضد الأخر فآثر التزام الحياد، وهُزم الصفويون هزيمة شنيعة في معركة جالديران على يد السلطان سليم في 1514 م الذي قام بعد المعركة بالهجوم على إمارة ذو القدر التابعة للمماليك وإبادتها، مما أدى لزوال كافة الدول العازلة للمماليك عن العثمانيين.

    الغوري ومرج دابق

    Crystal Clear app kdict.png مقالة مفصلة: معركة مرج دابق

    مع تطور الأحداث لم يجد السلطان الغوري بدا من ملاقاة العثمانيين لصد خطرهم على الدولة المملوكية والتي كانت مركزا للخلافة الإسلامية العباسية، ومن ثم تقابلت الجيوش المصرية بقيادة السلطان قانصوه الغوري مع الجيوش العثمانية بقيادة السلطان سليم الأول وذلك في منطقة مرج دابق بالشام في أغسطس 1516 ميلادية ونتيجة لخيانة بعض القادة للغوري (خاير بك - القاضي يونس - جان برد الغزالي) هُزم الجيش المملوكي بقيادة الغوري ولقى الغوري حتفه حينذاك، واختُلف في أمر وفاته، فقيل إنه أغمي عليه، أو إنه أصيب بالفالج، فسقط عن فرسه، ومات، ولايعرف بعد ذلك ما حلَّ بجثمانه.

    منشآت السلطان قانصوه الغوري

    مجموعة الغوري

    Crystal Clear app kdict.png مقالة مفصلة: مجموعة السلطان الأشرف الغوري

    تقع بحي الأزهر وتحديدا في نهاية شارع الغورية عند تقاطعه مع شارع الأزهر ومجموعة المنشآت التي شيدها وتتكون من وكالة وقبة وخانقاه ومدرسة وقد انتهى من تشييد تلك المجموعة في عام 1505 ميلادية.

    وكالة الغوري

    Crystal Clear app kdict.png مقالة مفصلة: وكالة الغوري

    الوكالة عبارة عن مبنى لإقامة التجار الوافدين للقاهرة ومكان لتخزين بضائعهم حتى يتم بيعها. وتعتبر وكالة الغوري من أكمل وأروع الوكالات في مصر وتتكون من فناء مكشوف مستطيل الشكل محاط من جميع الجوانب بقاعات على خمس طوابق. حيث كان يتم تخزين البضائع في الطابق الأرضي والطابق الأول بينما خصص باقي الطوابق لسكن التجار.

    مدرسة قانصوه الغوري

    يطلق عليها مدرسة وجامع الغورية نسبة للغوري وتقع بنهاية شارع المعز بالغورية وهي مكونة على صحن مكشوف مربع الشكل يحيط به أربعة أيوانات والتي خصصت لدراسة المذاهب الأربعة (الشافعي والحنفي والمالكي والحنبلي).

    Podcast Record

  • نهايات غامضة - أميرا برج لندن

    جسد الشخصيات حسب سماع الأصوات

    محمد خليل ، جهاد أبو العينين ، عادل أنور ، محمود البنا ، محمد عبد الجواد ، إيمان إمام ، أحمد الحريري

    التسجيل والمونتاج: أشرف سمير

    مؤلف أحمد القصبي

    مخرج هشام محب

    ..

    أميرا البرج

    تستخدم عبارة أميرا البرج بشكل متكرر للإشارة إلى إدوارد الخامس، ملك إنجلترا وريتشارد شروزبري، دوق يورك الأول. كان الشقيقان الابنان الوحيدان لإدوارد الرابع، ملك إنجلترا وإليزابيث وودفيل الذين بقوا على قيد الحياة عند وفاة والدهما في عام 1483. عندما كانا في الثانية عشرة من العمر و9 سنوات، على التوالي، أسكنهما الرجل الذي عُين من أجل رعايتهما في برج لندن، وكان هذا الرجل هو عمهم، الوصي على العرش: ريتشارد، دوق غلوستر. كان من المفترض أن يكون هذا في سبيل الاستعداد للحفل القادم لتتويج إدوارد كملك. ومع ذلك، وقبل أن يتوج الملك الشاب، أُعلن أنه وأخوه مجهولي النسب. واعتلى عمهم ريتشارد العرش.

    ولم يتضح ما حدث للأولاد بعد تسجيل آخر مشاهدة لهم في البرج. ويُعتقد بالعموم أنهم قتلوا؛ تقول الفرضية الشائعة أنهم قتلوا على يد ريتشارد في محاولة منه لضمان قبضته على العرش. ربما حدثت وفاتهم في وقت ما في عام 1483، وفيما عدا اختفائهم، كان الدليل الوحيد على ذلك استنتاجيًا. ونتيجة لذلك، اقتُرحت العديد من الفرضيات الأخرى حول مصيرهم، من ضمنها الاقتراح الذي يقول بأنهم قتلوا على يد هنري ستافورد، دوق باكنغهام الثاني أو هنري السابع، من بين عدة آخرين. وقد اقتُرح أيضًا أن أحد الأميرين أو كليهما ربما نجا من الاغتيال. في عام 1487، ادعى لامبرت سيمن في البداية أنه ريتشارد، دوق يورك، لكنه ادعى لاحقًا أنه إدوارد بلانتاجنت، إيرل وارويك السابع عشر. منذ عام 1491 حتى القبض عليه في عام 1497، ادعى بيركين واربيك أن ريتشارد، دوق يورك، هو الفاعل بعد أن افترضوا أنه هرب إلى الفلاندر. دعم بعض المعاصرين ادعاء واربيك (من ضمنهم عمة الأمراء المختفين، مارغريت من يورك).

    في عام 1674، نبش العمال في البرج صندوقًا خشبيًا يحتوي على اثنين من الهياكل العظمية البشرية الصغيرة. وُجدت العظام في صندوق تحت بيت الدرج في برج لندن. قُبلت العظام في ذلك الوقت باعتبارها عظام الأمراء على نطاق واسع، ولكن ذلك الأمر لم يُثبت، وكان أبعد من أن يكون مؤكدًا. قام الملك تشارلز الثاني بدفن العظام في دير وستمنستر، وبقيت هناك.

    خلفية

    في 9 أبريل عام 1483، توفي إدوارد الرابع ملك إنجلترا بشكل مفاجئ بعد مرض استمر حوالي ثلاثة أسابيع. في ذلك الوقت، كان ابن إدوارد، الملك الجديد إدوارد الخامس، في قلعة لودلو، وكان شقيق الملك المتوفي، ريتشارد، دوق غلوستر، في قلعة ميدلهام في يوركشاير. وصلت الأخبار إلى غلوستر حوالي 15 أبريل، على الرغم من أنه ربما حُّذر من مرض إدوارد مسبقًا. وتفيد التقارير أنه ذهب بعد ذلك إلى كاتردائية يورك «للتعهد علنا بولائه لملكه الجديد». يذكر كتاب كرويلاند كرونيكل أن إدوارد الرابع قام قبل وفاته، بتعيين شقيقه غلوستر كوصيٍّ على العرش. ولكن ربما طلب إدوارد لم يكن ذو أهمية، لأنه «كما أظهرت سابقة هنري الخامس، لم يكن مجلس التاج ملزمًا باتباع رغبات ملك ميت «.

    انطلق إدوارد الخامس وغلوستر إلى لندن من الغرب والشمال على التوالي، والتقيا في ستوني ستافورد في 29 أبريل. في صباح اليوم التالي، ألقى غلوستر القبض على حاشية إدوارد بما في ذلك عم الأولاد، أنتوني وودفيل، إيرل ريفرز الثاني وأخوهم غير الشقيق السير ريتشارد غراي. وأُرسلوا إلى قلعة بونتيفراكت في يوركشاير حيث تم قطع رؤوسهم في 25 يونيو. استحوذ غلوستر على الملك من الأمير نفسه، مما دفع إليزابيث وودفيل إلى اصطحاب ابنها الآخر، ريتشارد، دوق يورك الأول، وبناتها إلى حرم في كاتدرائية وستمنستر.

    وصل إدوارد الخامس وغلوستر سويةً إلى لندن. استمرت الخطط من أجل حفل تتويج إدوارد، ولكن الموعد أُجل من 4 مايو إلى 25 يونيو، وفي 19 مايو 1483 أقام إدوارد في برج لندن، ثم في مكان الإقامة التقليدية للملوك قبل حفل التتويج. في 16 يونيو، انضم إليه شقيقه الأصغر ريتشارد، دوق يورك، الذي أقام في السابق في حرم، وعند هذه المرحلة أجّل عمهم غلوستر تاريخ تتويج إدوارد إلى أجل غير مسمى. في يوم الأحد 22 يونيو، ألقى الدكتور رالف شا، شقيق عمدة لندن خطبةً في كاتدرائية القديس بولس مُدعيًا أن غلوستر هو الوريث الشرعي الوحيد لعائلة يورك. في 25 يونيو / حزيران، طالب «مجموعة من اللوردات والفرسان والسادة» ريتشارد بتولي العرش، وأعلن البرلمان بعد ذلك أن كلا الأميرين غير شرعيين. أُكد ذلك الأمر في عام 1484 بموجب قانون صدر عن البرلمان عرف باسم اللقب الملكي. نص القانون على أن زواج إدوارد الرابع وإليزابيث وودفيل كان غير صالح بسبب امتلاك إدوارد لعقد زواج سابق من الليدي إلانور بتلر. توج غلوستر بصفة ريتشارد الثالث ملك إنجلترا في 3 يوليو، ووصفت روزماري هوراكس إعلان عدم شرعية الأولاد بأنه مسوغ بأثر رجعي لاستلام ريتشارد العرش.

    الأدلة

    لم يوجد دليل مباشر على أن الأميرين قتلا، سوى اختفائهم، و «لم توجد مصادر موثوقة أو مطلعة أو مستقلة أو محايدة» للأحداث ذات الصلة. ومع ذلك، وبعد اختفائهم، انتشرت شائعات مقتلهم بشكلٍ سريع. لا يوجد سوى رواية معاصرة وحيد لفترة وجود الأولاد في البرج: لدومينيك مانسيني. لم تُكتشف رواية مانسيني حتى عام 1934، في مكتبة بلدية في مدينة ليل. غالبًا ما يُزعم أن الروايات التي كُتبت لاحقًا بعد انضمام هنري تودور متحيزة أو متأثرة بدعاية تودور.

    شكل العثور على أربع جثث مجهولة الهوية حدثًا يمكن ربطه بأحداث هذه الفترة: اثنتان منهما في برج لندن واثنتان في كنيسة القديس جورج، في قلعة وندسور. حُرقت الجثتان اللتان عُثر عليهما في البرج في دير وستمنستر، لكن سلطات الدير رفضت السماح بإخضاع أي من مجموعتي الرفات لتحليل الحمض النووي بغية تأكيد ما إن كانت بقايا الأميرين.

    الشائعات

    تشير عدة مصادر إلى انطلاق شائعات عن وفاة الأمريين عقب اختفائهم. انتشرت شائعات القتل أيضا حتى فرنسا. في كانون الثاني / يناير عام 1484، حث غيوم دو روشفور، اللورد الفرنسي، الجمعية الوطنية أن تأخذ مصير الأمراء «بمثابة تحذير»، حيث كان ملكهم تشارلز الثامن يبلغ من العمر 13 عامًا فقط. أشارت جميع التقارير المبكرة ومن بينها تقرير روشفور فيليب دو كومين (سياسي فرنسي)، وكاسبر واين ريك (مؤرخ ألماني معاصر)، وجان آليرتز (مُسجل روتردام)، أن ريتشارد هو من قتل الأمراء قبل أن يستولي على العرش (وبالتالي قبل يونيو 1483). وأشارت مذكرات دو كومين(سي.1500)، إلى دوق باكنغهام بأنه الشخص «الذي قتلهم».

    كانت رواية مانسيني هو الرواية المعاصرة الوحيدة، فقد كتبت في لندن قبل نوفمبر عام 1483. كُتبت رواية كرويلاند كرونيكل ودو كومين بعد ثلاث وسبعة عشر عامًا على التوالي (وبالتالي بعد وفاة ريتشارد الثالث وانضمام هنري السابع). جادل ماركام، الذي كتب قبل وقت طويل من اكتشاف رواية مانسيني، بأن بعض الروايات، بما في ذلك كرويلاند كرونيكل، ربما أُلفت أو تأثرت بشكل كبير بجون مورتن، رئيس أساقفة كانتربيري، من أجل تجريم ريتشارد الثالث.

    Podcast Record

  • نهايات غامضة - جيش قمبيز المفقود

    تأليف: أحمد القصبى

    إخراج: هشام محب

    غزا الملك قمبيز الثاني، ابن كورش الكبير، مصر عام 525 قبل الميلاد. حيث هزم الملك بسماتيك الثالث في معركة الفرما (525 قبل الميلاد). ثم انتقل قمبيز إلى منف (جنوب القاهرة الحديثة) واستولى على المدينة. بعد الاستيلاء على منف ، أرسل الملك بسماتيك إلى المنفى. ثم انتقل قمبيز جنوبا إلى طيبة (الأقصر الحديثة).

    أراد الإمبراطور الفارسي أن يطالب بمصر وأن يُمنح شرعًا منصبه كملك مصري. لكن يبدو أن الكهنة الأقوياء في معبد وحي آمون في سيوة كانوا غير مستعدين لتوفير تلك الشرعية، مما أغضب قمبيز. في وقت ما من عام 524 قبل الميلاد ، شرع قمبيز في غزو كوش ، حيث أطلق حملته من طيبة.

    القصة

    وفقا لهيرودوت، فصل قمبيز فرقة من خمسين ألف رجل وأرسلهم لمهاجمة واستعباد كهنة أمون ، وحرق المعبد المقدس لزيوس آمون (وحي آمون). ثم سار قمبيز شرقاً نحو كوش ، بينما اتجه هذا الجيش المكون من خمسين ألفاً غرباً من طيبة باتجاه سيوة.

    شوهد هذا الجيش لآخر مرة في "جزيرة المباركين" - على الرغم من أننا لا نعرف ما هو المكان المحدد الذي يشير إليه هذا. كان على ما يبدو حوالي سبعة أيام من طيبة. يمكننا عمل بعض التخمينات المتعلمة حول مسار هذا الجيش. لذلك ، شوهد الجيش آخر مرة في هذا الموقع (والذي يمكن أن يضعه في مكان ما بين الخارجة والداخلة ، بافتراض أن هذا هو الطريق أو ربما في الطريق إلى الفرافرة).

    ثم يكتب هيرودوت:

    "... أن الفرس انطلقوا من الواحة عبر الرمال ، وكانوا قد وصلوا إلى منتصف الطريق تقريبًا بين ذلك المكان وأنفسهم عندما ، كما كانوا في وجبة منتصف النهار ، هبت ريح من الجنوب ، قوية ومميتة ، حاملة معها أعمدة واسعة من الرمال الدوارة ، التي غطت القوات بالكامل وتسببت في اختفائهم بالكامل. وهكذا ، وفقا لكهنة أمون ، فعلت ذلك مع هذا الجيش. "

    لم نسمع أبدًا عن اختفاء هذا الجيش في أي مصادر قديمة - ليس من قبل المصريين أو الفرس أو اليونانيين. لم يذكر نقش بيستون الذي خلفه قمبيز دارا الأول أي ذكر له. اختفى الجيش من الذاكرة حتى استعادت القصة بعض الأهمية في القرن الماضي تحت مصطلحات "جيش قمبيز المفقود" أو "جيش قمبيز الضائع" أو "جيش قمبيز المختفي" وما إلى ذلك.

    النظريات

    إن نقل جيش كبير ، في منطقة غير مألوفة ومعادية ، هو مهمة معقدة للغاية. فمن الممكن تمامًا أن يكون هذا الجيش قد بدأ بالفعل رحلته من طيبة وواجه بعض التحديات الخطيرة على طول الطريق. يتذكر بعض القراء أنه بعد حوالي 200 عام من هذا الحدث، قام الإسكندر الأكبر بزيارة إلى معبد وحي آمون - سلك طريقًا على طول الساحل في الشمال ثم اتجه جنوبًا للوصول إلى سيوة. على الرغم من أن هذا الطريق كان أقصر عبر الصحراء، إلا أنه لا يزال يمثل تحديات كبيرة. يقول الكتاب أن جيش الإسكندر كاد أن يضيع لولا تدخل إلهي. إذا كانت روايات هيرودوت صحيحة، فإن الفرس سلكوا طريقًا أصعب بكثير، وقد جربوه قبل مائتي عام.

    تتراوح النظريات من "لم يحدث قط" إلى "جيش يرقد تحت الرمال". من الجدير بالذكر أن هيرودوت لن يصور قمبيز على أنه رجل غير مستقر عقليًا، لذلك أحيانًا تكون دوافع هيرودوت موضع شك في القصص. ليس ذلك فحسب ، فمن الممكن تمامًا أن يكون المصريون قد قدموا لهيرودوت توصيفات خاطئة عن قمبيز وقصصًا مزيفة.

    يعترف المؤرخون بأن بعض ما كتبه هيرودوت عن قمبيز يكاد يكون خاطئًا (على سبيل المثال ، أنه قتل ثور آبيس المقدس). هناك من يتكهن بأن الجيش تعرض لكمين وهزم من قبل المرتدين، وأن دارا الأول، الذي خلف قمبيز، قام بشكل أساسي بقمع قصة الهزيمة واستبدال الحكاية بقصة عاصفة. وهناك نظرية أخرى مفادها أنهم استخدموا الخريطة الخاطئة التي أظهرت سيوة في الموقع الخطأ، مما تسبب في ضياع الجيش في الصحراء.

    ليس من الصعب تخيل مجموعة - ربما لم يكن جيشًا قوامه 50000 ، أو ربما لم يموتوا جميعًا في عاصفة ، أو ربما تاهوا ، أو ربما تخلوا عن الحملة ، والفرس (أو المصريين) غيروا القصة.

    هناك أيضًا الكثير ممن يتساءلون عما إذا كانت العاصفة يمكن أن تكون بهذه القوة بحيث يمكنها دفن جيش بأكمله. العواصف الرملية في البحر الرملي العظيم في غرب مصر (جنوب سيوة) مكان مقفر للغاية به عواصف مفاجئة.

    على مر السنين ، سعت العديد من الحملات إلى هذا الجيش. هذا مقال عن شقيقين إيطاليين قالا إنهما وجدا الجيش. هناك أيضًا فيلم وثائقي / رحلة استكشافية لـ بي بي سي حاولت العثور عليه.

    يقول عالم المصريات أولاف كابر إن جيش قمبيز المفقود لم يختف ، لكنه هُزم. "يظهر بحثي أن الجيش لم يكن يمر عبر الصحراء فحسب ، بل كانت وجهته الأخيرة هي واحة الداخلة". كان هذا هو موقع قوات زعيم المتمردين المصري بيتوباستيس الثالث. "لقد نصب في النهاية كمينًا لجيش قمبيز ، وبهذه الطريقة تمكن من قاعدته في الواحة من استعادة جزء كبير من مصر، وبعد ذلك سمح لنفسه أن يتوج كملك في العاصمة منف." من المحتمل أن يكون مصير جيش قمبيز غير واضح لفترة طويلة يرجع إلى الملك الفارسي دارا ، الذي أنهى الثورة المصرية بإراقة الكثير من الدماء بعد عامين من هزيمة قمبيز.

    أرجع دارا الهزيمة المخزية لسلفه إلى العناصر الطبيعية. بفضل هذا التلاعب الفعال ، بعد 75 عامًا من الحدث ، كان كل ما يمكن أن يفعله هيرودوت هو ملاحظة قصة العاصفة الرملية ". خلال السنوات العشر الماضية ، شارك البروفيسور كابر في أعمال التنقيب في أمهيدا ، بواحة الداخلة. في وقت سابق من هذا العام ، فك شفرة القائمة الكاملة لعناوين بيتوباستيس الثالث على كتل المعابد القديمة.

    قال البروفيسور كابر: "هذا عندما سقطت قطع اللغز في مكانها الصحيح"، "تشير كتل المعابد إلى أن هذا يجب أن يكون معقلًا في بداية الفترة الفارسية. بمجرد دمج هذا مع المعلومات المحدودة التي كانت لدينا عن بيتوباستيس الثالث، وموقع التنقيب وقصة هيرودوت، تمكنا من إعادة بناء ما حدث ".

    Podcast Record